من ديوان
ديوان محمد بن سعيد بن محمد بن يحيي بن أحمد بن داود المرغيثي السوسي (1089 هى / 1678م)
للشاعر
بديعي
ووقعت بيني وبين الشريف الحسني النجار بجبال غماره وحشه فانقطع عن مجلسي فكتبت إليه مستعطفا:
سلوا ما لهذا الحائر المتردد يسائل أهل الحي في كل مورد¿
غريبا, كئيبا, هائم القلب لايري علي كل حال في الوري غير مفرد
يقايض أنس الخلق جل أوانه بأنس أزل البطن نحض مفدفد
له منه في الفيفاء أي مؤنس قد اعتاد منه الأمن في كل مرصد
ومهما يحاور ليحر من جوابه سوي زفره تقضي بدمع مبدد
تثير عوافي الربع منه شجونه وأونه بشجوه كل مغرد
وتطرقه عند الدجا خيل وجده فيمسي أسيرا عندها كالمصفد
يخال نجوم الليل طال وقوفها له مشفقات مالها من تحيد
أذو حاجه, أم ذو غرام موله أمسترشد فليهد, أم شاد منشد¿
نعم, نابه, والمرء ليس بسابق سهام خطوب الدهر مهما تسدد
نوائب لو راعت جميل بثينه لها عن جمال عندها متوقد
أجل, وخطوب لو دهت قيس عامر غدا من هوي ليلاه, أي مجرد
حنانيك ياقلبي المعني تلهفا علي ساعه في الدهر دون تأود
حنانيك هم أو فأسل لم تعد والذي قضي وانحدر إن شئت بعد أو اصعد
قضي بالهوي حتي تلظت جحيمه فقال: اخسؤوا في غمها والتنكد
فواكبدي: من لي بإطفاء حرها بماء وصال ياله من تبرد
فيا للوري لله در مهذب يداركني من فضله المتأيد
يداوي جراح المرء يوما بمرهم من الوصل شأن الفاضل المتمجد
يبلغ عني, والمبلغ عندنا له له بين أجناس الوري أيما يد,
أبا الحسن النجاري الحسني الذي له رتبه فوق السماك وفرقد
وما نسبه النجار من حرفه له نعم هي شقت من نجار منجد
نجار أضاءت مهيع الرشد شمسه فصار به نحو العلا كل مهتد
غدت أنجم الأحساب عند طلوعها أفولا لدي غرب الخمول المؤيد
ولم لا, وتدري منتهاها إذ انتهت إلي المصطفي الندب النبي محمد
صلاه الذي أرضاه بعد عطائه عليه من التسليم في كل مشهد
وقل أيها المولي: فهذي تحيتي توافيك فاقبلها بحق التودد
تحيه عبد أحرقت نار هجركم حشاه, وهل بعد الحشا من تجلد
أمولاي: حتي م الصدود, وعبدكم تعذبه بالهجر يا خير سيد¿
أمولاي: هذا الهجر طال فإن يزد فسلم علي الدنيا فقد حان ملحدي
بأجدادك الأعلام طرا توسلي وعنصرهم خير البريه أحمد
لتصفح عن جرم العبيد مواصلا له, قم إذا ماشئت بعد أو اقعد
|