هذه رساله إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم كتبتها إليه علي لسان بعض من ندبني إلي ذلك يريد أن يبعث بها مع الحجاج عام 1044 ونصها: {الحمد لله الذي أنزل علي عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما}, أرسله رحمه عامه لجميع الخلق فدخلوا في دين أفواجا وأمما, فاستأنسوا به رشدهم فجعلوه قصدهم أمما, حتي رفعت لهم رايه الرشد والنجاح, وكان لهم الحق والصلاح, ناداهم منادي الهوي حي علي الفلاح, فبادروا مسرعين إلي معانقته, وقد طال ما كويت أكبادهم بنار مفارقته, ففتح لهم المحبوب جنه الوصال, ورفع عنهم حجب الانفصال, فناداهم لسان الحال الذي هو أفصح من لسان المقال: أدخلوها بسلام, أيها المؤمنون من الأنام, {سلام عليكم طبتم فأدخلوها خالدين}, {كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون إنا كذلك نجزي المحسنين}

تمتعوا بوصال الحب في غرف   من الأماني وحلوا أحسن الحلل
طوبي لهم وصلوا المحبوب واغتنموا   من قربه غايه المرغوب والأمل
تراهم عنده من كل مغتبط   نشوان من خمره الأشواق أو ثمل
فكلما كابدوا في البعد مغتفر   بالقرب فاحتملوه كل محتمل
يا لو تراهم إذا حفوا به حلقا   وكلهم غارق في دمعه الهطل
يشكون بعد المزار كلهم قلق   مستعجل نحوه خوفا من الأجل
لكن السبيل إلي لقياك يا أملي   عجزت عنك ومالي فيك من حيل
لم يبق لي غير تسليم أشيعه   إليك تقبله يا خاتم الرسل
مني السلام ومن رب الأنام إذن   تبليغه والقبول منك فاقتبل
مني سلام جسيم مشرق عبق   عليك يا خير مبعوث إلي الملل
قصدي الشفاعه يا خير الوري فلقد   ضاقت بي الأرض من ذنبي ومن وجلي
فامنن بها يا حبيبي أنت ضامنها   عن الإله لمثلي مكثر الزلل
مستشفعا بضجيعيك إليك أبي   بكر نعم أبي حفص وكل ول

من العبد الفقير, إلي السيد الكبير الخطير, من المذنب العاصي, إلي المشفع في الداني والقاصي, من المحب المشتاق, إلي حبيب الملك الخلاق, من الخائف الهيمان, إلي محل الأمن والأمان, قطب دائره الوجود وإنسان عين الجود, سيد الأولين والأخرين , وإمام المتقين وحبيب رب العالمين.
سيدي ومولاي, وقره عيني وسمط محياي, سيدنا محمد بن عبد الله النبي الأمي الزكي الأواه, المصطفي المختار الذي سلمت عليه الأحجار, وأجابت دعاءه الأشجار, صلي الله عليه وسلم وشرف وكرم, ومجد وعظم: عبدك فلان بن فلان الفلاني يقرئك السلام ويقبل بأفواه الأقلام, تربه بلدك الحرام, لما عجزت الأقدام , عن الإقدام.

ولما نأيتم ولم أستطيع   أسير لحضرتكم بالقدم
سعيت إليكم برجل الرسول   وخاطبتهم بلسان القلم

ومراده يا سيد الأنام , الشفاعه يوم القيام, له ولولده ولأهله وفرعه وأصله ونسله, فأنت علي ذلك قدير من ربك تعالي جدير, وسلام الله وصلواته ورحمته وبركاته عليك يا كهف الأنام ويا بدر التمام, وعلي صاحبيك أبي بكر وعمر, ما جادت سماء بمطر وما غنت حمام علي شجر, ورحمه الله وبركاته.