وكان شيخنا أبو عبد الله المكلاتي الفاسي غائبا بسلا فسألت عنه ولم يكن لي بغيبته علم فلما قدم كتبت إليه وقد قدم منها مريضا:
ما نرجس الأجفان عندي ولا ياقوت خد لونه واضح
مع وجنتين كالسماكين في يمناهما خال هو الرامح
بينهما اشم سبط كما يبدو لك القرنفل اللاقح
وتحته عنابتا روضه والدر من بينهما لائح
أرشفه عن طوعه تاره وتاره وهو بنا طائح
في ليله أطول من هجره نام رقيبنا الكالح
ألذ من لقيا أديب الوري في العصر فهو الأم والشارح
لايمتري في فضله ممتر ولم يكدر بحره مائح
سألت عنه قيل لي قد أتي بحر سلا وبحرها طافح
فقلت: ياقوم يريكم فذا بحرين: ذا عذب وذا مالح
لكن سلا فهل سلا بعده قلبي وهو في سلا نازح
كم ليله بت صريع الهوي طرفي للنجم بها طامح
وليله كان سميري بها شوق يشق حمله الفادح
لما بدت من دهرنا فرصه بالوصل صاح بالضنا صائح
بشراك عوفيت من السقم لا بأس طهورا أيها الصالح