متي يراك محب عنده أمل أعيته في وصلك الأسباب والحيل
أم كيف يرجو وصالا من تكنفه من الوشاه ومن عذاله جمل
مما يؤنس قلبي بل يؤيسه أني علقت غزالا ماله مثل
كم حاولوا بي لو أني أطعتهم علي التسلي بروض زهره خضل
وأسمعوني فيه نقر عودهم والعود في النار والأحكام تمتتثل
وأشهدوني من ظرفهم عجبا يسقيهم العنب الرمان يا رجل
كم عاتبوني وكم سلوا وكم طعنوا فيه وكم سفهوا عقلي وما عقلوا
لو يعلموا كيف استشفي بعدلهم إذا اعتراني من شوقي له خبل
أما تراهم إذا اصغيت أطعمهم إني سلوت ونار الحب مشتعل
وصاحب رام مني ان أنادمه أغضبته وهو مافي حبه خلل
لكن أبادر في تفريج كربته لبسط عذري والأشراف تحتمل
فقلت: ياسيدي يا خير معتمدي يا أنس قلبي أنت السول والأمل
قد منعتني أمور لست أذكرها مهلا فلا يستفز حلمك العجل
يكفيك يا جوهر الأحساب أن فقدت جواهر الثغر معها الأعين النجل
كيف وغابت دنانير الوجوه وهل يري بغير دنانير فتي ثمل
فإن عذرت فمن فضل عرفت به قدما وإلا فيا لهفي وما العمل
لكن عظيم وداد منك يحملني علي التجني فلستض الدهر تنتقل
فأجاب أعزه الله بقبول العذر فقال من نظمه:
ياسيدا طالما أودي به الخجل أعياه وصل حبيب عنده أمل
قد اعتذرت إلينا الأن نقبله بحيث تغنينا عن تفصيله الجمل
يكفي المحب ودادا انت تعلمه فلا جفاء يخاف مارسي جبل
كأن قلبك سال في تقلبه عنه ويدنفه التشبيب والغزل
في روض أنس بهي لا نظير له لو أنه للذي نهواه يشتمل
فاسمح بفضلك يا نجل سعيد ولا تأخد علينا فإن القوم ماعقلوا
ودع مقاله كل العاذلين سدي ولا تبالي بلوم إن هم عذلوا
ودم علي عهده تظفر بمنيتكم إن الذين أداموا عهدهم وصلوا
ولاتحد إن بدت منه منافره فالحيد الحاد من قد كان ينعزل
وقر عينا وطب نفسا فلست تري إلا المسرات في أردافها الجذل
وارفل وزد فرحا تنفي به ترحا فوصل حبك هو الخمر والعسل
أيام وصلك كالأعياد جملتها وشمس سعدك قد أطلعها الحمل
قد طال من أجله ما قلت مكتئبا متي يراك محب عنده أمل