قلت , وقد شاورني أخي أبو القاسم علي الشرط لتأذيب الصبيان في بلدنا بسوس. موصيا له, إذ أبي أن يرجع عن الشرط معهم ومحذرا له من مقت الله ومقت العباد, إذ لاتخلو منها تلك الحرفه التي ابتلاها الله بها معاشر الطلبه:
أبا قاسم فاسمع هديت وصيتي تفدك علي مر الزمان أمانينا
فإن كنت بالتأديب دهرك مولعا فدونك واحفظ يا أخي مقاليا
فنفسك أدبها وهذب طباعها وكن للذي استرعيت من ذاك راعيا
وخلص لوجه الله فعلك واجتنب هوي النفس وانظر في العواقب ما هيا
ولا تتحدث للصبي ولا تكن ضحوكا إليهم لا تكن متلاهيا
وميز لبيبا من بليد مقابلا بما يستحق الكل لست مساويا
وإياك إفشاء السرائر للوري ولاتك مهدارا ولا تك فاشيا
وإياك غياك المنام بكثره فإن كثير النوم يبدب المساويا
فمن سوء ما يفضي به النوم للفتي قساوه قلب بئس ما كان قاسيا
وتنسي
حقوق الله فيه وبعدها تكون لحق العبد لاشك ناسيا
فيمقتك الرحمان والناس كلهم كذا السهو مثل النوم لاتك ساهيا
وأقلل مزاحا واعتزل من جماعه تعظمك عين الناس ما كنت نائيا
وإن عن أمر في دناك فشاورن أولي الرأي من أهليك وامضه ساعيا
ولا تتجاوز قول عم ورأيه فأعمامنا حصن لنا كان عاليا
ومهما سئلت عن مسائل فليكن جوابك: لاأدري يفدك معاليا
ولا تركنن للناصحين جميعهم فتودعهم سرا وقد كان خافيا
فما كل من يبدب لك النصح ناصح ولكن فجرب واختبر متوانيا
فهذي عن النصح الصحيح وصيتي فخذها يفدك الله ماكنت راجيا