أخفت مودتها والشمل مجتمع تريك أن لا لها في الوصل من أرب
فاضطرها الشوق بعد البين فادلجت ودون أريعها مفاوز العطب
يا ليتها بالنوي تدري وما هجرت وليتني بالهوي أدري ولم أغب
فأعجب لقلبين في جسمين مختلف إحداهما اليوم لا ما فيه من عجب
قلبي لدي جسمها المياس ذو وطن وقلبها عند جسمي أي مغترب
ارحم ذا البين بين الغائبين فقد أو ... حتما ذو كرب
لكن لي فاقد إلي مكاتبه بها إذا شئت استرقي ذوي الأدب
لغل رقيه سحر من بيانهم تجتلب القلب يوما أي مجتلب
إذا سلاما الذي أهدي لذي كرم عبد السلام سلامي أم يد القرب
يد الهوي من محب عنده شغف تبتغي القبول علي الإلحاح في الطلب
مددتها في بسيط الغرب ضارعه لكامل وافر الإدراك للرتب
يا هل تراها تريك عند أوبتها حسن القبول فيا سعدي بمنقلب
فأجاب:
أبدت سعادي محياها بجنح الدجا فأشرق الجو والأفاق في طرب
فصار منبعثا إلي مصالحه كل الأنام بلا مين ولا كذب
واتضحت لذوي الألباب سبل الهدي ما ضل سار بمهمه ولا حرب
ودار أنس الشجي كسا معالمها ظل أمان بدا من ربعها الخصب
كذا حراره نار الشوق اطفأها ماء الوصال بعيد سوره اللهب
روي بشاره نظم الشمل عن كامل سريع نيل المني من غير ما نصب
طويل هجر مديد عاق وافره مجتث حبل النوي عن رأي مقتضب
وصار بحر الهوي ولو بسيطا علي أهل الهوي خفيفا ليس ذا تعب
ومن يكن بمغاني الغيد ذا شغف ففي لطيف المعاني منتهي أرب
توجهت لي رساله أخي ادب يشفي العليل تعاطيها من الوصب
جاءت علي رسلها تميس في حلل من حسن أسرارها تمايل القضب
هي الالي تضي منها الليالي حكت حديث هيفا ازدهت بثغرها الشنب
وقر عينا بمعناها مطالعها إذا عذب ألفاظها أحلي من الضرب
ليست تعارض إذ سمت بلاغتها سل عن الجد هل ينقاس باللعب
وما الجواهر بالحصباء قيست ولا أن التراب يحاكي خالص الذهب
قد عجزت فصحاء الوقت عن مثلها كيف يعارضها غمر جهول غبي
لما عرضت علي فكري معانيها قابلتها بالقبول إذ نفت كربي
أزكي السلام علي محمد وعلي أهل الدرايه من عجم ومن عرب