۔ وكان أخونا في الله البارع الفاضل الخير أبو سالم عبد الله بن محمد العياشي يشتهي أن أمر به في زاويته فلم يتفق لي ذلك فكتبت إليه اعتذاراً:
أبا سالمٰ ما أنت إلاُ كسالمٰ ... لدينا ولم يقضö اللقاء فسالم
وزود غريباً طالما قذفت به ... ضروب النوي من كل أفيح قاتم
مراماً لشرب الكأس وهي منوطه ... بكف الثريا أو بكف النعائم
بود وإن الود من أطيب القري ... ودعوه صدق عند عقد العزائم
وسلم علي من ثم من جمله الملا ... تحيه ذي ود إلي الكل دائم
وقولي: " كسالم " تلميح إلي قول الشاعر:
يديرونني عن سالم وأديرهم ... وجلده بين العين والأنف سالم
وكتب عبد الملك بن مروان إلي الحجاج: " أنت عندي كسالم " فلم يفهم مراده حتي أنشد البيت المذكور۔ ومراد الشاعر أن سالماً المذكور الذي يدافع الناس عنه ويحامي عنه في محبته له وعزته عليه بمنزله الجلده التي بين الأنف والعين لأن تلك الجلده هي سالم فهو تشبيه.
ثم لما قفلنا من زيارتنا كتب إلي كتاباً يهنيني بالزياره ويهني من معي بصحبتي۔ وفي أخره:
من فاته الحسن البصري يصحبه ... فليصحب الحسن اليوسي يكفيه