ولد عارف حجازي في مدينة صفد الفلسطينية الجميلة التي تقع في الشمال عام 1900م,
وكانت صفد قد أنجبت في هذا القرن عدداً من الشعراء من أمثال محيي الدين الخضرا, ومحيي الدين الحاج عيسي الصفدي المولود عام 1900م.
وعارف إبراهيم حجازي تلقي تعليمه الابتدائي في مدارس صفد, وتحول بعدها إلي بيروت ليلتحق بمدرسة "سلطاني بيروت" المشهورة لإكمال دراسته الثانوية,
وفي عام 1917 انتسب عارف حجازي لدار المعلمين في مدينة دمشق, وبقي هناك حتي دخول الجيش العربي بقيادة فيصل بن الحسين بن علي, ونال شهادتها في عهد مديرها جميل الدهان, وانتسب في عام 1922 لمعهد الحقوق الفلسطيني بالقدس, وحصل منه علي شهادة المحاماة التي أهلته لممارسة هذه المهنة,
وبعد انتهاء معركة ميسلون بين الفرنسيين والعرب, وانتصار الفرنسيين فيها, عاد عارف حجازي إلي مدينة صفد مسقط رأسه,
وكانت فلسطين في هذا الوقت قد وقعت تحت الانتداب البريطاني, وعين معلماً للغة العربية في مدرسة صفد الثانوية, وفي عام ,1929 حاول اليهود الوصول إلي حائط البراق المعروف لديهم بحائط المبكي تمهيداً لدخول الحرم القدسي الشريف, وإعادة بناء هيكلهم المزعوم, فثارت ثائرة العرب, ووقعت صدامات بينهم وبين اليهود, وما أن وصل الخبر إلي أسماع أبناء فلسطين حتي هبُوا هبُة رجل واحد, وكان أهل صفد ممن أخذتهم الحميُة, وبدأ الصُدام بينهم وبين الجنود الانجليز, وسقط عدد من الشهداء في هذه المدينة, كما قتل عدد من اليهود في هذه المواجهات, وشن الجنود الانجليز حملة اعتقالات واسعة في صفوف العرب.
وكان عارف حجازي أحد هؤلاء المعتقلين. وبعد أن أخلي سبيله نقل إلي ثانوية حيفا معلماً للغة العربية. وبقي فيها حتي عام ,1935 حيث قدم استقالته من عمله في سلك التعليم, وبدأ مزاولة مهنة المحاماة في الكرمل بحيفا من أجل الدفاع عن أبناء وطنه المظلومين, وبقي هناك حتي نشوب الحرب العالمية الثانية,
ومع نشوب هذه الحرب عاد حجازي إلي صفد, ومارس مهنة المحاماة فيها. وعندما بدأت اللجان القومية تٓشكل في مدن فلسطين وقراها, انتخب عارف عضواً في اللجنةالقومية التي تشكلت في مدينة صفد عام 1948 للدفاع عنها وعن فلسطين, وبعد وقوع نكبة عام ,1948 هاجر حجازي إلي الأردن, واستقر بمدينة عمان, مخلفاً وراءه ذكرياته ووطنه وأحلامه, وبدأ يمارس المحاماة في عمان,
واستمر في هذه المهنة حتي وافته المنية عام 1980م.
|