الشاعر فتحي سعيد
ميلاده ونشأته:
ولد شاعرنا "فتحي سعيد" في الثاني من شهر يوليو عام ألف وتسعمائة وواحد وثلاثين0بقرية "الروقة" التي تتبع صفط الحرية ۔مركز إيتاي البارود۔ محافظة البحيرة0
وقد كان والده ( محمود سعيد )حاصلاً علي عالمية الأزهر۔ ومدرساً للغة العربية بمدارس مدينة دمنهور ۔ حتي أحيل للمعاش۔ وكأن القدر يعد هذا الطفل ليكون شاعراً۔ إذ نشأ في بيت علم وثقافة۔ فقد كان والده الأستاذ "محمود سعيد" شاعراً وكثيراً ما كان يحث ابنه علي القراءة وكثرة الإطلاع وكذا نظم الشعر0
فكان له دور بارز في تهيئة التجربة الشعرية عند "فتحي سعيد" منذ الصغر ودليل ذلك نراه في قول "فتحي سعيد"۔ "وأنا في الثالثة الابتدائية كنت أسمع كثيراً عن الشعر العربي في حديث أبي وأعمامي عندما كنا نلتقي۔ فكانوا يستشهدون بأبيات مثل التي في ديوان الحماسة۔ فقد كانوا يحفظونه۔ وكانت هذه الأبيات تدخل في نفسي دون الإحساس بمعناها۔ وبعد ذلك حفظت شعر والدي ۔ لأنه كان من علماء الأزهر ۔ وأستاذاً للغة العربية۔ فعودني منذ الصغر أن ألقي قصائده بالنيابة عنه۔ فكانت تكتب لي بخط جيد وكبير وتشكل ۔ ومن ثم فقد أفادني كثيراً في تهيئة التجربة الشعرية عندي0
وقد عبُْر عن ذلك شعراً في ديوان ثرثرة علي مائدة ديك الجن [مكتبة مدبولي – القاهرة ط/ ثانية سنة 1991م ص44] 0
فقال:
كان أبي أقرب خلق الله
إلي روح الفنان
كان عليماً بالأشعار۔ فقيهاً بالأديان
نعم الصاحب كان ونعم الإنسان
كان ضحوكاً وبسيطاً وألوفاً
كالبلبل والكروان
كان يردد دوماً قول أبي الطيب
خلقت ألوفاً لو رجعت إلي الصبا
لفارقت شيبي موجع القلب باكيا
لم يغضب قط
ولم يتجهمني أبداً
كان ملاذي لم يشبه أحدا
ظلاً وندي
وتقي وهدي
وإذا كان الشاعر متعلقاً بأبيه ۔ متأثراً به وبشعره ۔ فقد كان شديد التعلق بأمه أيضاً فهي مصدر الحنان وفيها الأمن والأمان وعنها يقولفي ديوان مسافر إلي الأبد [الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة سنة 1980م ص95]0
كانت أمي 00 أحني منه وأقوي
كانت فرعاء كشجرة كافور
سامقة كالنخل وشجر الحور
كانت حامية كالتنور
إن غضبت00 كالجبل إذا ماد00
وإن رقُْت كالعصفور
كانت ضعف أبي00
وكان أبي ضعفيها00
حين يفيض به ويثور
وقليلاً ما كان يثور
وإذا ما ثار00
فهديل حمام 00 وحفيف طيور
وإذا ما عاد00
فباقة ورد أو هالة نور
تعليمه:
كان الوالد هو المعلم الأول للشاعر۔ حينما كان يستيقظ مبكراً للصلاة ثم يجلس لتلاوة القرأن الكريم بصوته المرتفع۔ ولذا كان القرأن الكريم هو أول كتاب تفتحت عليه عين هذا الطفل منذ صغره علي الرغم من عدم إدراكه لمعني بعض الألفاظ القرأنية0
يقول "فتحي سعيد" "كنت دون مرحلة القراءة بعد000 طفلاً تشجيه الحكايات وليالي السهر واللهو ويطير بها علي أجنحة الليل إلي عالم مجنح غريب00 كان ذلك من خلال تلك الأمسيات الدافئة الوارقة المحفورة في ذاكرة السنوات الأولي والمترعة بحب الأبوة الغامرة وليالي القرية القمرية000 وأمسيات المدينة المغتربة حيث كان أبي الشيخ يتربع علي سجادة صلاته ويفرغ إلي ولده الوحيد يقص عليه أحسن القصص ويشجعه بأبيات مختارة من الشعر لا يعرف لها معني ولا وزنا ولكنه يحس بدبيبها الخفي في أعماقه000"
والتحق "فتحي سعيد" بمدرسة التعاون الإنساني بدمنهور وحصل علي شهادة إتمام الدراسة الابتدائية عام 1945۔ ثم التحق بمدرسة دمنهور الثانوية وحصل علي الثانوية العامة سنة 1952 م0
وعن تلك الفترة يقول "فتحي سعيد": "وخلال مظاهرات 46۔47۔48 ومعارك فلسطين ۔ بدأت أقول قصائد شعرية للطلبة۔وكانت أشبه بالخطب الحماسية۔وفي نفس الوقت كنت أنسجها علي نماذج من شعر أبي۔إلي أن أتيح لي أن أٓرسل قصائد لمجلة الرسالة فردوا عليُْ بالبريد۔ثم قصائد لجريدة الزمان حيث كان ركن الأدب يٓشرف عليه الأستاذ "محمد الأسمر"الشاعر۔كنت أٓرسل القصيدة من 12 بيتاً فينشر منها ثلاثة أبيات أو أربعة وكانت القصائد كلها عن تحية الربيع عندما يأتي۔ والحديقة في الأصيل والشقراء التي قابلتها في الشارع000 وبدأ النشر يشجعني 00 في المرحلة الثانوية كان لي نشاط طلابي جيد وكانوا يطلقون عليُْ لقب "شاعر المدرسة"
و"خطيب المظاهرات" واستمر هذا الحال حتي مطلع الخمسينات فألقيت قصائد كثيرة عن الشهداء ومن هذه القصائد والتي كان يحفظها الطلاب قصيدة أقول فيها:
أولئك هم شهداء الوطن
وروح البلاد وريحانها
خلود كما نص قرأنها
وكنت في الثانية الثانوية أو الثالثة الثانوية۔ وكنت ألقي الشعر علي السجية ولم يكن عندي دراسة عربية كافية للعروض أو الأوزان إنما كان يصحح لي أخطائي كلها أبي وأساتذتي في المدرسة"
وبعد حصوله علي الثانوية العامة التحق بكلية الأداب قسم اللغة العربية تحت إلحاح من والده لينمي موهبته الشعرية ولكنه تعثر في الدراسة لمدة ثلاث سنوات بسبب علوم العروض والصرف والنحو۔ ولذا قرر أن يترك دراسة اللغة العربية إلي دراسة الاجتماع والخدمة العامة۔ وعن تحول المسار التعليمي عند "فتحي سعيد" يقول "وفي فترة الجامعة صدمت في الحقيقة في قسم اللغة العربية حيث مكثت ثلاثة أعوام رسبت فيها في العروض والنحو والصرف وكنت أنجح في أدب الشعر بدرجة امتياز فكان أمامي شيئاً من اثنين: إما أني أتعقد من الشعر نهائياً۔ أو أني أتحدي هذه العقدة وأظل شاعراً ۔ وفي الحقيقة أنا تحديت وكتبت بحثاً كبيراً قدمته للدكتور"محمد حسين"أستاذ الشعر۔ بعنوان "عدم ضرورة العروض في الشعر" فها له هذا العنوان ۔ وكنت قد ذكرت فيه أن الشعر أسبق من العروض۔ وأن الخليل بن أحمد أستن العروض من خلال الشعر۔ ورتبها وصنفها وعدد بحورها۔ والشاعر ليس في حاجة إليها۔ وأرفقت نماذج منشورة من شعري في عدة جرائد ومجلات مصرية۔ فكان استقباله للبحث ليس طيباً۔ بل تشكك في أن هذا الشعر لي ولم أيأس وصممت علي أن أثبت قدمي كشاعر وأتحدي فشلي في دراسة اللغة العربية وتحولت إلي دراسة الاجتماع والخدمة العامة"
ثم حصل علي بكالوريوس الخدمة الاجتماعية۔ من المعهد العالي للخدمة الاجتماعية بالإسكندرية عام 1959م بعد أن أتم دراسات تكميلية0
وظائفه
يمكننا أن نقسم الوظائف التي عمل بها "فتحي سعيد" إلي:ى
العمل الوظيفي0
العمل الصحفي0
العمل الأدبي0
العمل الوظيفي:
مدرس 1954 – 1959 0
أخصائي اجتماعي ثم موجه اجتماعي 1960
وكيل ثقافة القرية بالثقافة الجماهيرية1970-1972
العمل الصحفي:
محرر بجريدة الجمهورية 1960
سكرتير تحرير مجلة بناء الوطن 1962-1970م0
محرر بمجلة الإذاعة والتليفزيون 1972-1977م0
عضو مجلس إدارة مجلة الإذاعة والتليفزيون1977-1982
نائب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون 1985م0
رئيس تحرير مجلة الشعر التي تصدر عن اتحاد الإذاعة والتليفزيون 1987م0
العمل الأدبي:
عضو نقابة الصحفيين 1963 م0
عضو جمعية المؤلفين والملحنين 1970م
عضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلي للثقافة 1980م0
عضو مجلس إدارة اتحاد الكتاب 1980م0
عضو لجنة النصوص بالإذاعة والتليفزيون 1982م
عضو لجنة الدراما العليا بالإذاعة والتليفزيون 1982م0
عضو بلجان الإستماع والشعر من منتصف السبعينات0
جوائزه :
حصل"فتحي سعيد"علي العديد من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير الدولية والعالمية والمحلية أيضاً۔لما لشعره من تميز وتعدد فيالموضوعات وتنوع في جوانب المعالجة والتناول بم يستحق التقدير الذي يجعله في مصاف الشعراء البارزين ومن هذه الشهادات والجوائز والأوسمة:
ى جائزة الشعر للشعراء الشبان أقل من 30 سنة۔ عامي 1959- 1960م0
ى جائزة الأغنية العاطفية "أحبه كثيرا" عام 1970م0
ى الجائزة الأولي لأغاني المعركة "مصر لم تنم" عام 1973م0
ى جائزة الدولة التشجيعية في الشعر عامي 1973۔ 1980م0
ى جائزة الدولة التشجيعية في الشعر عام 1980م عن ديوانه "مسافر إلي الأبد"0
ى وسام الفنون والأداب والاستحقاق من الطبقة الأولي عام 1980م0
ى جائزة الدولة التشجيعية في أدب الرحلات عام 1988م عن كتابه "السفر علي جواد الشعر"
ى الشهادة التقديرية لجمعية الفنون العربية عام 1986م
ى كما فاز بجوائز مهرجانات الشعر التي أقيمت في دمشق والرباط وعْمُْان وبغداد0
ى جائزة الشعر العالمية من مهرجان الشعر العالمي الذي أقيم في شتروجا –يوغسلافيا سنة 1978-1979 0
ى الميدالية الذهبية لشعراء حوض البحر الأبيض المتوسط في روما عام 1988م0
أسفاره المهمة :
من المعروف أن للسفر في حياة "فتحي سعيد" وفي ثقافته وأدبه شعراً كان أو نثراً – أثار عميقة وبخاصة أن هذه الأسفار تعد أسفاراً أدبية للمشاركة – باسم مصر- في المهرجانات الدولية والعالمية للشعر والأدب ولذا يقول في كتاب [السفر إلي جواد الشعر۔ دار الهلال ۔ القاهرة 1987م ص7]"كان الشعر جواز السفر والعبور في رحلة الاغتراب والطواف داخل جدران بلادي وخارجها"
فهو يدين بالفضل – كل الفضل – للشعر ۔ فلولاه لما سافر إلي هنا أو هناك كما يتضح من كتاب [السفر إلي جواد الشعر۔ دار الهلال ۔ القاهرة 1987م ص7] "لولا جواد الشعر لما حملتني رياح السفر والغربة إلي بعيد أو قريب ۔ ولولا الشعر ما رأيت صحراء بلادي ونجوعها وقراها وسواحلها وثغورها وبسطاء واديها ولولا الشعر ما رأيت بساتين الشام وغوطة دمشق وأرز لبنان وجبال الألب والبحيرات۔ وتلال عمان وأوراس الجزائر وأبو رقراق المغرب وربوع تونس ونخلات العراق۔ وما عبرت تحت قناطر أرسطو وربوع الإغريق وبوابات روما وأقواس باريس وأبراج لندن ونوافير مدريد۔ وجبال مكدونيا الخضراء ولولا الشعر ما تنسمت ضفاف السين والتايمز والدانوب والتنير والادرياتيك ونهر دريم الأسود ومروج البلقان الشاسعة وعبق الغابات والحدائق"
أما عن تلك الأسفار والمهرجانات التي اشترك فيها شاعرنا " فتحي سعيد" فتتمثل في :
مهرجان الشعر الثالث بدمشق 1959 0
مهرجان الشعر الرابع بدمشق 1960م
مهرجان ليالي الشعر العالمية – شتروجا – يوغسلافيا 1978۔ 1979م0
ندوة مدريد – أسبانيا 1983م0
مؤتمر الكونجرس الأدبي الثالث - - ألبانيا – تيرانا سنة 1984م0
ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى
(1) كتاب [السفر إلي جواد الشعر۔ دار الهلال ۔ القاهرة 1987م ص7] 0 (2) السابق ص9 0
ى الأسبوع الثقافي – الأردن 1985م 0
ى المهرجان الثقافي المصري الجزائري – الجزائر عام 1985م0
ى مهرجان المربد السادس – بغداد 1985م0
ى مهرجان المربد السابع بغداد 1986م0
ى مهرجان المربد الثامن بغداد 1987م0
ى مهرجان المربد التاسع بغداد 1988م0
ى المؤتمر المصري السوفيتي للتبادل الثقافي موسكو سنة 1988م0
ى مهرجان شعراء حوض البحر المتوسط بجزيرة قبرص – روما سنة 1988م0
وقد ترجمت بعض قصائده إلي عدة لغات هي : الإنجليزية الفرنسية۔ الألمانية۔ الهندية۔ الألبانية ۔ الإيطالية 0
إنتاجه الأدبي:
بدأ "فتحي سعيد" بواكير إنتاجه الأدبي وخاصة إنتاجه الشعري ۔ منذ كان تلميذاً صغيراً بالمدرسة الابتدائية ۔ وكان في العاشرة من عمره ۔ وكانت تلك المحاولة من الشعر الوطني وكان مطلعها:
يا شرق حان الوقت فانهض لا تنم
إما إلي المجد مرفوعاً أو إلي العدم
ويمكننا أن نرتب النتاج الأدبي لفتحي سعيد بحسب النشر وليس الإنتاج إلي ما يلي :ى
أولاً: الشعر: ى
1ى فصل في الحكاية : دار الأداب – بيروت 1966م0
طبعة ثانية – الهيئة المصرية العامة للكتاب 1975م0
نسخة الكترونيه : 2010
http://www.mediafire.com/?quakjso0il02bj8
2ى أوراق الفجىر: الدار القومية للطباعة والنشر 1966م0
طبعة ثانية – الكاتب العربي 1967م0
3ى مصر لىم تنم : الهيئة المصرية العامة للكتاب 1973م0
طبعة ثانية – مطبوعات الجديد 1986م0
4ى دفتر الألىوان : مختارات الجديد – القاهرة 1975م 0
نسخة الكترونيه : 2010
http://www.mediafire.com/?m570b2fgfd2atad
5ى مسافر إلي الأبد: الهيئة المصرية العامة للكتاب 1979م0
نسخة الكترونيه : 2010
http://www.mediafire.com/?s5ggogcqievig16
6ى بعض هذا العقيق: دار المعارف القاهرة 1980م0
نسخة الكترونيه : 2010
http://www.mediafire.com/?7wt1isx6zji3ii2
7ى رباعيات السلىوم : المجلس الأعلي لرعاية الفنون والأداب والعلوم الاجتماعية 1980م0
8ى إلا الشعر يا مولاي: روزا ليوسف القاهرة 1980م0
طبعة ثانية – مكتبة مدبولي القاهرة 1983م0
9ى الفلاح الفصىىيح: "مسرحية شعرية" الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة 1982م
10ى أغنيات حب صغيرة: مكتبة غريب القاهرة 1986م0
نسخة الكترونيه : 2010
http://www.mediafire.com/?14hz140lkwxf9o7
11ى ثرثرة علي مائدة ديك الجن: الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة 1987م0
طبعة ثانية – مكتبة مدبولي القاهرة 1991م0
12ى عصافير الحجارة: مكتبة مدبولي – القاهرة 1991م0
13ى أندلسيات مصرية: الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة 1994 (Pbk) ISBN 9770136573
هذا كل شعر "فتحي سعيد" المنشور۔ بالإضافة إلي عدد كبير من القصائد۔ والتي نشرت في معظم صحف ومجلات الوطن العربي
بالإضافة أيضاً إلي ديوان تحت الطبع بعنوان "مسك الليل"
ثانياً: الدراسات النثرية:
1ى الغىىىىىىىىىىرباء: الدار القومية للطباعة والنشر – القاهرة 1966 0
طبعة ثانية – الهيئة المصرية العامة للكتاب 1988م0
2ى شوقي أمير الشعراء لماذا¿ : دار المعارف – القاهرة 1978م0
3ى أبو الوفا00 رحلة الشعر والذكريات: دار المعارف – القاهرة سنة 1979م0
4ى عشاق لكن شعىىىىىراء: دار المعارف – القاهرة 1980م0
طبعة ثانية – القاهرة 1984م0
نسخة الكترونيه : 2010
http://www.mediafire.com/?d756696d9verih1
5ى في بلاط الصحافة والأدب : دار المعارف – القاهرة 1985م0
نسخة الكترونيه : 2010
http://www.mediafire.com/?yu173m7atf785w2
6ى السفر علي جواد الشىىعر: دار الهلال – القاهرة 1978م0
7ى عن الشعر والشعىىىراء : الثقافة الجماهيرية – القاهرة 1989م 0
رابط كتب و اعمال فتحي سعيد
http://www.mediafire.com/fathysaidbooks
|