من ديوان
ديوان محمد الطيب بن إبراهيم بسير الأندلسي۔ من مواليد الرباط (1271 هى/ - 1854 م)
للشاعر
بديعي
كان مولانا السلطان إمامنا الإمام العادل, أبو الربيع مولانا سليمان يوما مشرفا علي البحر وقد تلاطمت أمواجه, تأتي إلي البر وتنصرف, فأنشد لنفسه أيده الله في رمضان المعظم سنه إحدي وعشرين ومئتين وألف قوله:
أنظر إلي البحر والأمواج تلتطم وقد علا فوقه ابن يفو يستلم
وابن يفو هذا حسن الصوت متقن طيب الأخلاق.
ولما أنشد أمر أن يذيله أديبان من سلا فامتثلا غير أنهما ذهبا إلي مدح ابن يفو وتركا منحي التشبيه فأقتحمته أنا وقلت:
كأنه عسكر بيض عمائمه أتي إلي الملك الهمام يحترم
أو روضه بسمت فيها أزاهرها تخالها من عقود الدر تبتسم
أو زهر أفق السما ترمي ثواقبها لبات أعداء مولانا فتزدحم
أو راح غيد قد أخضرت ملابسها مدت إليك لنيل الجود تغتنم
فوصل الجميع إليه, وأجاز بجائزه الأمراء, أبقاه الله عمادا للمسلمين, وناصرا للدين.
|