هو الدهر إلا أنه طبعه الغدر وشيمته فيمن بغي الفتك والمكر
يسالم حتي لا تراه مخالفا ويضحك في وجه الفتي وهو مغتر
وتصفو له الدنيا ويدنو بعيدها مطاعا له يقتاده الخوف والذعر
وتخضع أعناق الرجال ببابه فيلمحها عن مقله مسها الكبر
وتصغر في عينيه كل عظيمه يجاء بها محموله ولها خطر
تهاديه أصحاب الرياسه كلها بكل نفيس ما لقيمته قدر
تهاديه أصحاب الرياسه كلها بكل نفيس ما لقيمته قدر
فيعرض عنها ثاني العطف شامخا بأنف له فوق المجره يجتر
وما علم المغرور أن زمامه بكف قوي قاهر أمره أمر
يسالمه حتي إذا ما تعثرت به نكبات الدهر أسلمه الدهر
غلي مصرع ينسيه مر مذاقه حلاوه عيش مر وانقرض العمر
فأصبح من بعد السرير فراشه ترابا ومن أعلاه يحرسه الصخر
هتحرسه بعد المواكب أنجم الكواكب لا زيد هناك ولا عمرو
فأين جواريه اللواتي تبرجت بزينتها ما إن لها بعده ذكر
وأين جموع حول بابه ترتجي أوامره الغراء ليس لها حصر
وأين صفوف يرقبون خروجه مقلده الأسياف ما دونها ستر
وأين قواد الجيش حول خبائه أقامهم من حولها النهي والأمر
تفرق ذاك الجمع وانفض كله فموقفهم من بعد زحمته قفر
ألا إن في موت الأعادي مسره وقطعا لباقي شرهم وهم كثر
فطوبي لعبد خلف الناس بعده يقولون خيرا والكريم له ذكر
وياسعد من أثنت عليه عصابه من الناس خيرا بعدما ضمه الفبر
إذا عشت من بعد العدو عشيه فلا أسعدت سعدي ولا نزل القطر