وقال الأديب الفاطمي الصقلي:
حي الحيا الواكف الارجاء من فاس دارا تطيب بها للطيب أنفاسي
قد أصبحت جنه الأفاق حيث بها طاب النسيم ولذ الماء للحاسي
تفوق أندلسا والشام نظرتها كما يفوق بنوها جمله الناس
فارقتها جاهلا طيب الحياه بها والجهل يلقي الفتي في البؤس والباس
قد قيل مراكش الحمراء ضرتها في الطيب والحسن والأمواه والكأس
وأصلتها بعد طول الشوق مبتهجا بها فطال بها حبسي ووسواسي
ألفيتها سبسبا تقذي العيون بها هوج تكاد بها تمشي علي الراس
قد قال صح هواها معشر درجوا نعم لذا فض أسناني وأضراسي
لولا رجال بها حازوا الكمال لما حطت بأرجائها أحمال أجناس
يا باريء الكون جد لي بالاياب الي دار هواها لما قد مسني أس
دار بها الأهل والأحباب قد سكنوا والقلب ليس لهم والله بالناسي
ظني جميل ورب الكون ذو كرم ينظم الشمل بالأهلين في فاس
وجاوبه الغالي ابن سليمان بقوله:
ما نزه الطرف في ورد وفي أس وخامر الفضل بالحمراء في كاس
إلا كئيب مشوق مراكشا فصار في ظلها يحنو الي فاس
إن جئت مراكشا نلت النوال بها أو جئت فاسا فان الناس بالناس
ثنتان ما نظرت عيني لواحده إلا وشقت إلي الأخري بأنفاس
فذي تعانقني حور الجنان بها وتلك ترضي بأنواع وأجناس
لكنني وخيار القول أصدقه أحنو لفاس لأنها مسقط الراس
لاسيما ولها الحق الأكيد علي من نال في العلم منها حسيه الحاسي
وكيف أنسي ائتلافي في أماكنها ولي اختلاف بأخماس وأسداس
ما غبت في غره إلا وكنت لها صبا مشوقا تريني الشكل في الكاس
هيهات هيهات طال الشوق واقتربت منها الزياره منيه لجلاسي
يارب قرب لها الاياب عن عجل مع حسن عافيه من كل وسواس