يا ذا الاسي إن عن كنه الخبر وكنت ممن يرعوي من العبر
بادر إلي التوبه فبمن ابتدر فالموت لايبقي امرءا ولايدر
من صالح وطالح وعالم وجاهل وعادل وظالم
فهو سبيل في الوري مسلوك فيه استوي المسالك والمملوك
والعلم لا يقبضه انتزاعا من الصدور بل ولا ارتفاعا
مدبر الأشياء بالتقدير بلا معين وبلا وزير
وإنما يقبض أهل العلم يقبضه لحكمه في الحكم
عليه فلتبك البواكي التكل إذ ليس بعد العلم إلا الجهل
وليس بعد الجهل إلا الساعه يا ويح من ضاعت له البضاعه
ولم يقدم سبب النجاه لموقف بعد الممات يأتي
يفضي إلي الربح أو الخسران عاملنا الرحمن بالغفران
وفي الذي مضي من الأعيان ذكري ومن شوهد بالعيان
ومن يطالع كتب الأخبار تزده علما باقتدار الباري
ففي مهل من ربيع الأول وهو خميس شهرنا المفضل
توفي الفقيه قرب الفجر عيد السلام الألمعي البيجري
كم من معان لمعان هذبا بل شق كم من مشكل وشقلبا
فكان تاريخا إلي وفاته ورحمه تلقاه في رفاته
أما الكلام بعده حرام ومن سواه عجبا يرام
والفقه والأصول والبيان من ذهنه الثاقب تستبان
والنحو والتصريف مما اتفقا في صغر علمهما قد حققا
أما العروض فهو من متروكه هزجه رجزه منهوكه
من بعده لطالبي الحقائق ومبتغي الرقيق من دقائق
حيي الإلاه تربه ثواها ومن ينابيع الثنا رواها