عادي عيد التصاببي بعدما عاد مني الرأس مثل القبس
وتذكرت الزمان الأقدما وضياء كالدراري الكنس
حيث حبل الوصل موصول بمن سكنوا الجزع وفيهم سكني
وحديث القرب أرويه بعن مسندا عن سعدهم والحسن
وثمار الود تجني من فنن دانيات في اعالي الغصن
جيرتي عرب كرام حلما وغرير الطرف منهم مؤنس
هل يعود الشمل مجموعا كما كان قدما بين تلك الغرس
لم أزل منذ نأوا عن ناظري أظهر الصبر وأطوي الحرقا
فدموعي كالسحاب القاطر في خدود كاسفات أرقا
يقدح النارجوي في خاطري بارق من حيهم أن برقا
طال شوقي ومنامي حرما وفؤادي عهدهم ما أن نسي
ليت شعري هل أداوي الألما بمعين بارد في اللعس
سادتي رقوا لدمعي مرقا وارحموا مضني تصلي بالحريق
بعدكم لم يبق مني رمقا وفؤادي من هواكم لا يفيق
وشفائي بأثيلات النقا وانتشاه الروح من نحر العقيق
صاحبي عرج بنا حول الحمي واقصدن صوب المكان الأقدس
حيث أن الجذع والظبي احتما وانمحي بالنور حلك الغلس
حيث فضل الله قد عم الوري وسما الدين لأعلي الدرج
حيث ينبوع المزايا انفجرا وانزوت عنا دواعي الحرج
حيث يعسوب الظلال انكسرا واصطلي الكفار نار الهرج
حيث أم المصطفي أعلي السما رسل الله فكل مؤتس
وارتدي في الفخر بردا معلما لم ينله قبل ذاك أنس
أحمد الهادي الموفي الشرفا نخبه الكونين أزكي من نطق
وجد الخلق علي حرف شفا فهدي الكل الي أهدي الطرق
أعمل السيف وأهدي التحفا وبدا بدرا منيرا في الأفق
وبه أنجي الاله يدما والخليل المجتبي مع يونس
وإليه كل خير ينتمي فيه من فضله لا تقس
إن جبريل إليه مرسل وبه حل المحل الأكملا
جاءه معه كتاب منزل راق في الأسماع معني وحلا
محكم الأيات حكم فيصل وهو للتالين حلي وحلا
عجزت لسن الوري عن حصرها حازه من بعد بعد النفس
لم تنله لو جمعت الكلما فالفصيح فيه مثل الأخرس
عطفه يا خيره الخلق علي بائس من خوفه يبدي الذهول
مفلس مستصرخ يبغي الملا من عطاياك ليست تزول
مثل ما جاءك ظبي في الفلا مستجيرا بالزكيه البتول
فأجره واجعلته في الحمي فعلك المأثور قدما بالمسي
بل بالأمن فؤادا وفما عاد من دهشته كاليبس
يا رسول عبد قد لها وتمادي في ضلال الغفلات
لم يزل يمدح فيها ولها لا يبالي باقتحام المهلكات
ثم ناداك لخطب قد دها وترجاك لكشف المعضلات
تخذ المدح اليكم سلما وأتي مستظهرا بالفلس
فاقبلنه يا سليل الكرما واكسه بالفضل أبهي ملبس
فالتجائي لكم معتمدي لست أنوي لقبيل أو عدد
غيركم لم يتخلل خلدي لا ولا أرضي سواكم بمدد
فاقبلوني وتولوا رشدي وامنحوني عطفكم طول الأبد
أأهاب الضيم أو أخشي الظمأ أو أروح مضمرا للأبوس
بعد ما أنزلت ذاك الحرما وترويت بتلك الأكؤس
واستجرت في ذراه معلنا وصرخت باسمه طلق اللسان
والحمام البغم أضحي أمنا والوحوش العجم فازت بالأمان
لست أخشي من عدو سامنا لا ولا أعبأ بأحداث الزمان
سيدي ذلت لديه العظما وأتته صاغرات الأنفس
جيشه في الحرب أملاك السما واسمه سام بأعلي القدس
وهو في الحشر أجل الشفعا يوم يأتي الناس للهول الفظيع
وبه المسخ قديما رفعا وانجلي الأظلام بالفتح السريع
وله الله استجاب اذ دعا وأراه في العدا الصنع البديع
وعليه الله ربي سلما وعلي الأل الكرام المغرس
وعلي الأصحاب طرا دائما مائلا الصبح ظلام الغلس