يا حاديا يقطع السباسب   ينشد طبعا من النسيب
استدم السير في الغياهب   لا تخش من حادث مهيب
سق المطايا تلق المزايا   واطو فيافي البعاد طي
حتي تري النوق كالحنايا   وارم بها نحو أرض طي
نعم وحاذر وقع المنايا   ان جزت حول الحمي بحي
وارع هناك الغر العرائب   الصائدات القرم الأريب
بوتر الغنج والحواجب   تستبعد الأروع النجيب
عرب بتلك البطاح حلوا   دم المعني لهم حلال
عن الخنا والخلاف جلوا   للسعد في ربعهم مجال
وهجر مضناهم استحلوا   ولم يخن عهدهم بحال
حازوا علي الصب والرغائب   مذ جاوروا منزل الحبيب
وانشر حلي الوجد والغرائب   وانشد فؤاد الحب الغريب
وحي عني ربي المصلي   والشعب والوادي الظليل
ونور سلع إذا تجلي   والبرق في ضوئه كليل
هناك بين الربي تحلي   تستنشق الشامي البليل
معاهد ذكرهن واجب   علي المعني البر اللبيب
إن بان طرف لها وحاجب   يقتاد قلبي بها رحيب
وإن رأيت المقام الأسعد   حزت الرضي من مني وسول
مقام خير الوري محمد   المصطفي الهاشمي الرسول
من بمزايا العلا تفرد   وغيره ما له وصول
لما تجلي تلك العجائب   في حضره السامع المجي
نال بها منتهي الرغائب   وشاهد الحق من قريب
فكان ثم الفرد المنادي   وجبرئيل له خديم
خلف جبريل ثم زادا   لمقعد المجتبي الكريم
واستكمل المقصد والمرادا   بفخره الطارف القديم
وهو في الحشر خير عاقب   إذا ادلهم العصيب
تلوذ فيه به عصائب   عند اشتداد الحر المذيب
اذ يبلغ القلب للحناجر   إلي علاه يلجأ ويصمد
أول ذا الخلق والأواخر   كل ينادي الشفيع أحمد
تنصب للأنبيا منابر   ثم يقوم المقام الأحمد
وكم تبدت لنا مناقب   يعجز عن عدها الخطيب
حين تدلت له الكواكب   لمولد ما لها مغيب
أتت بميلاده البشائر   بالسن الجن والبشر
قس سطيح سعدي تماضر   كل له عنده خبر
ينقله البدو للحواضر   حيث حوت فخره مضر
نشأ في أشرف المناسب   من كل فحل سام حسيب
تجاذب المجد كل جانب   فكل فخر له جنيب
مطلعه أبرك المطالع   نجم الهدي فيه قد طلع
وقبره أشرف المواضع   لتربه العرش قد خضع
شنف بأمداحه المسامع   واتل المزايا التي جمع
ودم علي ذكره وواظب   ان تكن الحاذق الأديب
بلفظه طيب المئادب   يغني شذاه عن كل طيب
انقدنا من هوي المهالك   من بعد جيل بها هلك
وأوضح السبل والمسالك   طوبي لعبد بها سلك
لولاه ما انجابت الحوالك   كلا ولا استجمع الفلك
وله نلجأ من النوائب   إذا اتحت عودنا الصليب
فالجأ لمغناه غير هائب   وقل بلفظ الجاني الكئيب
يا سيد الأنبياء طه   ياذا المقام السامي النزيه
مجدك في الخلق لا يضاهي   وما له في العلا شبيه
يا من تسامي فخرا وجاها   الشفيع المرتضي الوجيه
يا من به ضاءت المواكب   وانخذلت دوله الصليب
يا خير ماش يخطو وراكب   يا صاحب التاج والقضيب
عبدك بالغرب مدكفا   لنيلك الزاخر المديد
ودمعه يستهل وكفا   يرجو الذي يامل العبيد
لو ساعد البخث جاء زحفا   يبث شكواه بالوصيد
فكن لعبد حشاه ذائب   ما بين ليث عدا وذيب
وذنبه أوهن المناكب   والعفو من فضلكم قريب
واعطف علي نجلك المفدي   بالأهل والمال والبنين
بدر الصلاح الذي تبدي   في المنهج الواضح المبين
سار وللقصد ما تعدي   بهديه المشرق الجبين
وقام في الدين خير نائب   ولعلا أمركم منيب
وحاز في الفضل سهم صائب   ورأيه في العدا مصيب
بسعيه شيد المعالي   وبالتقي والهدي ارتفع
صنو الندي صادق المقال   فمجده في السما لمع
جيد رعاياه منه حالي   باليمن والأمن قد صدع
أحلف بالله غير كاذب   ولا مغالي بذا غريب
ما في ملوك الزمان كاسب   لفخره اوله نصيب
الحسن الهاشمي شهم   ينميه للمصطفي هشام
في راحتيه بحر خضم   نال نداه حام وسام
وان بدا للشقاق نجم   محاه من بأسه الحسام
كم من مسيء أتاه تائب   فوجد الصافح المثيب
وبائس ناوش المصائب   بمده اكتال والجريب
فالغرب بالعدل منه رائق   والسعد في أفقه رقي
أدواح خيراته بواسق   سقاه منه الذي سقي
والعلم في راحتيه نافق   يدعو له الدهر بالبقا
مذهبه أحسن المذاهب   ودهره الناعم الخصيب
به لدينا انهلت مواهب   عند ذراه السهل الرحيب
أوقاته كلها سعود   يحوطها اليمن والسعاده
ولمقاماته صعود   تتلي بها الفاتحات عاده
بروق نصر لها رعود   علي العدا ثره معاده
يقود عند الوغي كتائب   ينهد من وقعها الكثيب
في كل قوم حام مضارب   يستعذب الحتف كالضريب
ليوث حرب تحت المغافر   عودها في العدا الظفر
من صادق الطعن وهو سافر   تشبهه الأسد أن سفرر
وساحب السيف فوق نافر   يقول للقرن لا سفر
مشارق الأرض والمغارب   عادت لصولاته تنيب
والمارق الخارج المحارب   بدم عتنونه خضيب
اعمل في الصالحات جهده   وكبت الزائغ المريد
الهم في المكرمات رشده   وسار سير الرضي الرشيد
فاظهر الله ثم جنده   ومنك يستوهب المزيد
فكن له الحافظ المراقب   وقلدته العضب الخشيب
سن له أرفع المراتب   واحفظه في القرب والمغيب
عطف عليه القلوب جمعا   وكن له الناصر الحميم
وحام عنه دفعا ونفعا   وافتح له فتحك العميم
واكس المناوي ذلا ووضعا   واوردته الردي المليم
واحرس علاه من كل جانب   واره صنعك العجيب
ام نداكم راج وراغب   حاشل لعلياك ان يخيب
مولاي يهنيك ما تسني   لسعدي الفائز المتين
وابشر بنيل الذي تمني   من فضل مولاك كل حين
واسعد بعيد بكم يهني   وانعم بهذا العقد المتين
رق من وصفكم مشارب   فازدان منشوره الذهيب
عارض في النظم وهو واهب   ما لابن سهل وابن الخطيب
يا أهل بيت النبي أنتم   لمدحتي البدء والختام
أفلح كعبي أن قبلتم   وما علي من غلا ملام
طاب شذا مدحكم وطبتم   عليكم منكم السلام
سلام ربي عليه دائب   ما اشتاق مضني إلي الحبيب
وماله من أل وصاحب   ما صاح في الروض عندليب