فما حيله المحتال والله ناصر   وما صوله الفرسان والله قاهر
وهل نافع مهما غدرتم, فراركم   لوعر, وسبق الله للغدر باتر
لقد غركم ما تسمعون غوايه   ولكنه قول أتي به ساحر
فكان عليكم بالوبال مأله   وعقبي الأمور ما تكن الضمائر
فها مالكم عند الجيوش سعايه   وفرسانكم موتي دعتها المقابر
وأولادكم سبي وداركم قفره   وأشياخكم إما أسيف أو عاذر
أيفعل هذا في البريه عاقل   لقد عميت أبصاركم والبصائر
ونلتم به سخطا ومقتا وذله   فما منكم إلا بغيض أو فاجر
وحتي الذي يأوي إليكم يناله   من الله سخط فهو مثلكم غادر
كأيه يعقوب وعيسي ولفهم   فكان عليهم ما طوته السرائر
مهيوشكم قد غر أعيانكم فما   عليكم إذ الأخبار فيكم نوادر
وعذركم إن كان حقيقه   ولا عذر في عقد عليه الأكابر
نقضتم عهودا في عقفود بغدركم   فصفقتم فيها عديم وخاسر
لئن كان حمق فاحش بقبيله   ففي أيه الشخمان هاهو ظاهر
دريتم ولكن ما دريتم عساكرا   تشتتكم مهما دعتها الأوامر
إذا عمروا للضرب فالنفض فاتك   وإن شمروا للزحف فالغنم حاضر
وعند فتيل البوزبار بمخلب   يشتت أفراخا عليها ظفائر
ويهدم دارا أو قصورا وإنه   ليسعي كما تسعي الطيور الطوائر
وذو حافر لو طار طار كمثلله   ولكنه رام حمته المقادر
وفي همه السلطان كل عنايه   وهمته الصغري حوتها البشائر
هو الفخر لا ماقد سمعت من الوري   لقد صغرت يوم الفخار المفاخر
أمولاي إن كانت معارك قيصر   وكسري أنورشروان فيها مأثر
فعندك مايزهو به النصل في الوغي   وعندك ما ترويه عندك, المحابر
وفي راحتيك الجود والفضل والندي   وإنك بحر في العطيه زاخر
فلو صرخت بالشرق ربه فاقه   للبيتها بالغرب والكف عامر
ولو ضاقت الأقوام وانقطع الرجا   لدارت علي الفعال منك الدوائر
وإن سكنت وعرا تحق بسطوه   عليهم جيوش الله وهي تبادر
فما ملك إلا وأنت مليكه   لذاك طاعت عرباننا والبرابر
فلو دبروا يوم الحروب سريه   لكنت سديد الرأي منك المظاهر
ولو حكموا بالمقتضي كنت فيهم   بليغا بريعا تصطفيك الدفاتر
ولو نظموا في عقد عزه جاههم   لكنت به الوسطي وهي الجواهر
لقد طالما رمت المديح تفننا   فيمنعني في الوصف مفصل قاصر
ولكن لي منكم عنايه نظره   لأجله قال الناس إني شاعر
فيا رب أبد ملكه وانصر جيشه   وكن له عونا إذ تصول العساكر
وأيده تأييدا بفتح مبارك   وعززه تعزيزا فإنه شاكر
بجاه رسول الله والأل جمله   وأصحابه أنصاره والمهاجر
عليهم صلاه الله ما غن طائر   علي قضب الأغصان والزهر زاهر