أسر الفؤاد فبات في أغلاله قمر تشعشع في سماء جماله
سلب الكري عن ناظري لما دري أني أعلله بطيف خياله
قد حام قلبي حول بانه قده فرماه من لحظاته بنباله
فغرقت من بحر الهوي في لجه وصبرت محتسبا علي أهواله
وقطعت ليل صدوده حتي بدا صبح الوصال ولاح في أذياله
فجنيت زهر جماله متمتعا بعقيق مبسمه وعذب زلاله
ورشفت من در الثنايا سلسلا كالراح مختوما بعنبر خاله
أرخي علي خديه فرعا فاحما فقطفت غض الورد تحت ظلاله
يا حسنها من ليله في جنحها ظفر الفؤاد بمنتهي أماله
غفل الوشاه فنلت ما أملته من وصله والسعد في إقباله
وشكوت ما قد فات من زمن الجفا وأريته صبري علي أفعاله
وسقيته خمرا حكت شمس الضحي تسلي فؤاد المستهام الواله
يا قلب دونك فانتهز فرص الرضا من قبل أن يصغي إلي عذاله
فعليه مني ألف ألف تحيه ما لاح في أفق ضياء هلاله
وتسربل الروض الهتون بسندس فبدت عقود الطل في سرباله