سهم المنيُه أين منه فرار ... من في البريُه من رجاه يجار
حكم الزمان علي الخلائق بالفنا ... فالدار لا يبقي بها ديُار
عش ما تشاء فإنُ غايتك الرُدي ... يبلي الزمان وتذهب الأعمار
فاحذر مسالمه الزمان وأمنه ... إنُ الزمان بأهله غدُار
وانظر إلي الأمراء قد سكنوا الثري ... وعليهم كأس المنون تدار
تركوا القصور لغيرهم وترحُلوا ... ومن اللُحود عليهم أستار
قد وسُدوا بعد الحرير جنادلا ... ومن اللحود عليهم أستار
منعوا القباب وأسكنوا بطن الثُري ... حكمت بذاك عليهم الأقدار
لم تنفع الجرد الجياد ولا القنا ... يوم الرُدي والعسكر الجرُار
في موت عبد الواحد الملك الرُضا ... لجميع أملاك الوري إنذار
أن ليس يبقي في الملوك مملُك ... إلُا أتته منيُه وبوار
ناديته والحزن خامر مهجتي ... والقلب فيه لوعه وأوار
يا من ببطن الأرض أصبح أفلا ... أتغيب في بطن الثُري الأقمار¿
أين الذين عهدت صفو ودادهم ... هل فيهم بعد الرُدي لك جار¿
تركوك في بطن الثُري وتشاغلوا ... بعلا سواك فهجرهم إنكار
لما وقفت بقبره مترحُما ... حان العزاء وهاجني استعبار
فبكيت دمعا لو بكت بمثاله ... غرُ السُحائب «2» لم تكن أمطار
يا زائريه استغفروا لمليككم ... ملك الملوك فإنه غفُار