يا ظبيه الوعساء۔ قد برح الخفا ... إنُي صبرت علي غرامك ما كفي
كم قد عصيت علي هواك عواذلي ... وأناب بالتُبعيد منك وبالجفا
حمُلتني ما لا أطيق من الهوي ... وسقيتني من غنج لحظك قرقفا «1»
وكسوتني ثوب النحول فمنظري ... للناظرين عن البيان قد اختفي
هذا قتيلك فارحميه فإنه ... قد صار من فرط النحول علي شفا
لهفي علي زمن تقضُي بالحمي ... وعلي محلُ بالأجيرع قد عفا
أتري يعود الشُمل كيف عهدته ... ويصير بعد فراقه متألُقا¿
لله درُك يا سلا من بلده ... من لم يعاين مثل حسنك ما اشتفا
قد حزت برُا ثم بحرا طاميا ... وبذاك زدت ملاحه وتزخرفا
فإذا رأيت بها القطائع خلتها ... طيرا يحوم علي الورود مرفرفا
والجاذفين علي الرُكيم كأنهم ... قوم قد اتخذوا إماما مسرفا
جعل الصُلاه لهم ركوعا كلها ... وأتي ليشرع في السجود مخفُفا
والموج يأتي كالجبال عبابه ... فتظنُه فوق المنازل مشرفا
حتي إذا ما الموج أبصر حدُه ... غضُ العنان عن السُري وتوقُفا
فكأنُه جيش تعاظم كثره ... قد جاء مزدحما يبايع يوسفا
ملك به ترضي الخلافه والعلا ... وبه تجدُد في الرُئاسه ما عفا
من لم يزل يسبي الفوارس في الوغي ... إن سلُ في يوم الكريهه مرهفا
ألفت محبُته القلوب لأنه ... ملك لنا بالجود أضحي متحفا
ألقي إليه الأمر والده الذي ... عن كل خطب في الوري ما استنكفا
يعقوب الملك الهمام المجتبي ... الماجد الأوفي الرحيم الأرأفا
يهواه من دون البنين كأنما ... يعقوب يعقوب ويوسف يوسفا
طوبي لمن في الناس قبُل كفُه ... والويل منه لمن غدا متوقُفا
أعطاك ربُك وارتضاك لخلقه ... فاقتل بسيفك من أبي وتخلُفا
وامدد يمينك للوفود فكلهم ... لليوم عاد مؤمُلا متشوُفا
فاليوم لا تخشي النُعاج ذئابها ... ويعود من يسطو بها متعطُفا
صلح الزمان فلا عدوُ يتُقي ... لم يخش خلق في علاك تخوُفا
لم لا وعدلك للبريُه شامل¿ ... طبعا وغيرك لا يزال تكلُفا
يا من سررت بملكه وعلائه ... اليوم أعلم أنُ دهري أنصفا
فإذا ملكت فكن وفيُا حازما ... واعلم بأنُ الملك يصلح بالوفا
وأفض بذلك «1» للوجود وكن لهم ... كهفا وكن ببعيدهم مستعطفا
فالجود يصلح ما تعلُم في العلا ... وسواه يفسد في الخلافه ما صفا
إنُ البريُه في يديك زمامها ... فاحذر فديتك أن تكون معنُفا
يا من تسربل بالمكارم والعلا ... ما زال حاسدكم يزيد تأسُفا
خذها إليك قصيده من شاعر ... في نظم فخرك كيف شاء «2» تصرُفا
خضع الكلام له فصار كعبده ... ما شاء يصنع ناظما ومؤلُفا
لا زالت الأمجاد تخدم مجدكم ... ما زارت الحجُاج مروه والصُفا