أعلمت بعدك زفرتي وأنيني ... وصبابتي يوم النُوي وشجوني «2» ¿
أودعت إذ ودُعت وجدا في الحشا ... ما إن تزال سهامه تصميني «3»
ورقيب شوقك حاضر مترقُب ... إن رمت صبرا بالأسي يغريني
من بعد بعدك ما ركنت لراحه ... يوما ولا غاضت عليك شؤوني
قد كنت أبكي الدمع أبيض ناصعا ... فاليوم تبكي بالدُماء جفوني
قل للذين قد ادُعوا فرط الهوي ... إن شئتم علم الهوي فسلوني
إنُي أخذت كثيره عن عروه ... ورويت سائره عن المجنون
هذي روايتنا عن اشياخ «4» الهوي ... فإن ادُعيتم غيرها فأروني
يا ساكني أكناف رمله عالج ... ظفرت بظبيكم الغرير يميني
كم بات في جنح الظلام معانقي ... ومجنت في صفر «5» إلي مجنون
في روضه نمُ النسيم بعرفها ... وكذاك عرف الرُوض غير مصون
والورق «6» من فوق الغصون ترنُمت ... فتريك بالألحان أيُ فنون
تصغي الغصون لما تقول فتنثني ... طربا لها فاعجب لميل غصون
والأرض قد لبست غلائل سندس ... قد كلُلت باللؤلؤ المكنون
تاهت علي زهر السماء بزهرها ... وعلي البدور بوجهها الميمون