وكتبت إليه أيضا:

سيدي وأسمي عددي, سلام عليكم ورحمه الله تعالي وبركاته.
أنهي إلي أنكم فيما قرب قد ابتعتم كتاب "حسن المحاضره" لجلال الدين الأسيوطي, فتاقت نفسي, أعزكم الله , إلي مطالعته, والله تعالي يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه, ويلطف بنا إلي يوم نلقاه:

فؤادي قد جعلت الشوق زاده   أبا عبد الإله فذا سلامي
أطاعته السماء بسيف لحظ   لذي تيه إذا ما زرت زاده
وأهدي البدر حلته إليه   فأهدت من كواكبها قلاده
وعندي من محبته ظهير   وبايعه فولاه القياده
فحلتني السماء به رداها   قد أدت فيه عيناي الشهاده
أفاخر في محاضره الهوي من   وولاني السهي دأبا سهاده
مفاخره الأديب ذوي المعاني   يباهي العاشقين ولي الزياده
ألا فاركض برجلك كل ركض   فألقوا عنده رسل السياده

ثم ماطل في بعثه إلي أياما بحيث, استبطأته. فكتبت إليه عاتبا بتلطف:

بدري خطاف أفئده   ساحبا ردفا له ثقلا
قيل لي: حتي م تتبعه¿   قلت: ادر القلب ما فعلا
صحت: يا حبي ويا سكني   غن لي قلبا بكم شغلا
قال: دعه يتعزولا   تطمعن فيما لنا حصلا
قلت عدني إن شغفا   بانتظاري كلما مطلا

فأجابني:

سقي الحيا زهرا كالوابل الغدق   ففاح منه عبير العنبر العبق
بنات فكرك وافتنا علي مقه   خدائدا إن رنت تسبيك بالحدق
فهكذا القول لكن نظم جيده   لأليء الدر في سلك علي عنق
فاحكم بما شئت في جيش المعاني فقد   ألقت إليك قياد الذل في فرق
لا زال ذكرك في الأفاق أضوع من   خمائل الزهو إذا تبدوا من الورق