إلي متي وأنت إلف أرق وفي الحشا منك أليم حرق
أفنيت عمرك سدي في تعب وبالأسي أفنيت دمع الحدق
رفقا بجسمك فقد أضنيته أسي علي ما فات من تفرق
فكم تجوب في الفيافي راكضا ركض مهاه شردت من فرق
خلت الفرار منجيا مما عري ولم تدع لشده ورهق
وكم تؤمل وتبني للمنا وخلفك المني بجرد سبق
تهوي الردي وتنزوي عن الهدي فإن ذا المنهج خب أخرق
أعطيت نفسك مناها طالبا رضاها أن ذا لنهج الزلق
لو كنت من أهل الحجا فما أطعتها ولكن لهواها طلق
إن غربت وعرضت نحوك في تلون وخدع فشرق
إن النجاه في خلافها فلا ترم وقافها وخالف ترتق
وهم بوبل من سماء مقله لفرط تفريط وحوب مطبق
وصن سنا وجهك بالتقي وكن في حذر ووجل وشفق
وخف مقام من براك نطفه مذره وبعدها من علق
اعمل علي بعد الديار واحتفل لما هناك من عنا ورنق
هناك مهمه مخوف وعرا صلد وهجل بفلاه خيفق
اعجز جرد الصافنات جوبها كما الرواسم وجت من عنق
ولا تطع نصح أبي مره أن منح نصحا واجتنبه تصدق
فإنه الحرباء ذو تلون وخدع ومنه نفسك فق
إن لم تجد لبعده من طاقه فأم خير الخلق زين الخلق
وقل أيا غوث الخلائق إذا الجم جمع الخلق بحر العرق
بك استجرت فاجرني منقذا من شر هاذين ومن كل شقي
فإنه الملجأ والمنجا إذا ضج الوري من كل باغ وتقي
والكل حاول نجاه نفسه وقد تبر من جميع العلق
أما تري بدر السعود طالعا وقد تبد نوره في الأفق
فكم له من معجب ومعجز وضح سره وضوح الفلق
زكم بدأ للخلق في مولده من العجاب كضياء الشرق
تدلت النجوم في الأفق كما بدا بياض بصري للمحمق
وبشرت به الملائك كما طافوا به بمغرب ومشرق
ضج الملائك إلي الخالق من فرط الصبابه إلي المصدق
وسالوا المولي كفالته إذ أفرده وماله من مشفق
فلم يكله لسواه إذ غدا يتيم خلقه كتاج المفرق
وما لنار الفرس عاد نورها حالك لون كسواد الغسق
وما لكسري قد غدا منكسرا كمثل إيوانه في تشقق
وما لساوه وغيض مائها وغيظ من اتي إليها يستقي
وما لمن أتي سماوه وقد ألفي جوانبها في تدفق
فسل سطيحا ثم شفا وكذا ك الموبذان ثم سلمان التقي
وسل لسيف وصهيب وكذا ورقه ثم لزيد الأسبق
فكلهم قد أنبئوا وصدقوا بنخبه الوري الرحيم الأصدق
وسل حليمه عن الحليم إذ أباه كل من أتي من فرق
فكم رأت من عجب إذ جمعت لمفرد في خلقه والخلق
وأهلها إذا اسنتوا وأمحلوا وبعدها سقوا بماء عدق
فأخصبت أرجاؤهم وأينعت أغصانهم بأخضر وعوهقي
ودرت الشاء وكانت شولا كشاه أم معبد لم تلق
وشق عن قلب الحبيب حبه مطهرا لما به من علق
وبعد غسله بماء حوضه ووزنه بعدد ملفق
عاد فؤاد المجتبي ملتئما إذ مسه كف الرفيق الأرفق
سري خير الوري ذاك الملا وحاز وسم السبق للمستبق
اتاه جبريل الرضي في موكب من الملائكه خير سبق
أم إلي المسجد الأقصا قبدأ له كرام الرسل في تأنق
كان إمام القوم خير من سري وخلفه صفا جميع من بقي
صعد في زي عجيب وثوي معراجه هو جبريل التقي
فاستفتح الأمين أبواب السما إلي تمام سبعه من طبق
حتي انتهي لمنتهي حيث انتهي علم الخلائق بلا تعلق
رأي هناك ما رأي ولم يزغ بصره وكم رأي من فرق
فكم حجاب قطع المختار في أسرع من لمح بطرف الحدق
ناداه رب العرش والسر بدا هذا مقام القرب فابن وأعشق
وامرح بروضه ورم ما ترتجي فالباب دونكم غدا لم يغلق
كلمه بدون حاجز ولا حرف ولا صوت ولا بمنطق
بدون أين ولا بين معلما أنا رب العلي فقل تصدق
أتحفه الباري بخمس شرفت بها أولو الحزم ذوو التحقق
وقد خلا الحبيب بالحبيب في سر عجيب وبكأسه سقي
هناك نال المجتبي كل مني بمحض فضل من كريم خالق
راح بفضل لا يناله سوي عبد حبيب مجتبي موفق
فاز وحاز الخير كله ولم يدع لغيره سوي تشوق
فأصبح الحبيب يبدب ما راي من كرم ومنن وأنق
صدقه الصديق فورا فغدا مبجلا والغير لم يصدق
يا ويح من ضل عن الحق ولم يكن له بالله من تعلق
يا حزنه يا ذله إذا بدا النور وزحزح ظلام الغسق
يا من له الجود شعار أبدا فهو له خلق بلا تخلق
فهو في السيب كمنهل جدا فكم حبا بذهب وورق
أغني ابن أميه إذ أمه في يوم الوغي وبعدها لم يملق
أتحف ذو الفضل أبا الفضل الرضي وغيره بمائه من أينق
من علي هوزان جميعهم من كريم وحليم مشفق
حدث عن البحر كما قيل ولا حرج قول حادق محقق
فمن يروم نعته غرق في بحر صفاته ولم يحقق
عرضت الدنيا عليه خيرها فراغ واكتفي بسد رمق
زهد فيها واجتبي ضرتها لحسنها وخيرها المحقق
وكيف لا يعرض عنها وجمي ع الكائنات به ذات علق
طوي وواصل وقام فسما سما العلي سمو شمس الأفق
وكيف لا والكون كله بدا من نوره من نازل ومرتقي
فلا تقس بالمصطفي خلقا فلم ير شبيهه ولم يتفق
إن رمت إحصاء خصال المنتقي رمت لعد رملها والورق
وما عسي يصف واصفه من نعوته من بعد رب الفلق
فماله حد ولا له انتها ولو أتاه من جميع الطرق
أقسمت بالكامل في صفاته إذ وضحت وضوح نور الشفق
ونور لحظه وبرق ثغره وبرضاب ريقه المرونق
وبجبينه وريق وجهه وشمم الأنف وحسن العنق
وحسن شعره وشتن كفه وحسن قده القويم الأسمق
ووسع صدره وطلق وجهه وحسن عهده لكل فرق
وعفوه وحلمه وعلمه وعدله وما حوي من خلق
وما روي وما زوي وما حوي من حكم وشيم وشفق
ما ولدت أنثي كشبه طه ولا يري بمغرب ومشرق
بشري لنا بشري لنا بأحمد فكلنا غدا طويل عنق
تكلم المهدي في المهد وقد ورد هذا مسندا من طرق
وقد أتي يوم تبوك ثمدا يرشح في العيون رشح عرق
فما غدا مكانه حتي ارتوي منه خميسه وساح ما بقي
فاض نمير الماء من كف الرضي فاح ذكيه بطيب عبق
شق له بدر السماء مفصحا بأنه سيد كل مرتقي
صدقه العيان والحق بدا وبطلت حجه كل شهوق
وأيه الضب وأيه الظبا شاهده بماله من خلق
كلمه الرضيع معلنا بما له من الخالق من تعلق
وأنه المرسل بالحق كما أنبأه العظم بعظم ما لقي
شكي له البعير خاضعا لما حذر منه بلسان ذلق
حن له جذع براه بعده كما بكي بكاء صب أشوق
شهدت الأحجار بعد نطقها بأنه المختار من كل تقي
وكسرت أصنامها كأنما زلزلها مزلزل الخورنق
ونطقت بأنه الكامل في صفاته وفعله الموفق
وبالحصا رمي عيونا عميت كما رمي الشهاب للمسترق
سطع نوره بكل مشهد ومحفل سطوع برق أشرق
لا غرو والأنوار كلها بدت به ومن عنصره المدفق
وعاد عرجون النخيل في الوغي سبفا صقيلا كشهاب أفرق
ولم يزل في كل جمع قاصما صلا العدا وكم برا من عنق
كلمه الموتي جهارا بعدما سقوا من المنا كؤوس رنق
شكي علي رمدا فما غدا حتي بدا منه سواد الحدق
إذ مسه ريق النبي المجتبي كما قتاده أتي في قلق
لفقده إحدي كريمته في يوم اللقا وما بها من رمق
فردها منور الكون إلي محلها رد رحيم مشفق
وسل لثور لدي هجر مكه وسل عن الحمام والخورنق
وقاه رب العرش سطوه العدا وبالغمامه لظي الحر وقي
فسل أبا جهل عن جبرائيل إذ عارضه كمثل فحل عوهق
لولا فراره وخوفه لما أفزعه لكان ذا تمزق
وابن المغيره كذاك الجمحي كذلك العاصي وعتبه الشقي
أحسب البغاه أن الله لا يهلك أهل الزيغ والتمشدق
فكم برت سهامه من أضلع وجدلت أسيافه من مارق
فسل لبدر ثم بدر بعده وسل بني النضير بعد الخندق
وسل بواط والعشيره كذا لك بني لحيان والمصطلق
وغطفان ثم نجران كذا بني قريظه ذوي التمزق
ودومه الجندل مثل خيبر وفتح ذاه الحرم المؤنق
وسل مريسيعا وبدر ثالثا ثم قنيقاعا وذات الخرق
وأحدا وقردا ثم الحديبي ه ذات العهد والتوثق
ثم حنينا وتبوك وكذا أوطاس والطائف ثم ما بقي
قاتل في تسعتها بنفسه إذ حمي الوطيس واشتد اللقي
فانكشف الكماه عنه وغدا كليث غاب أشرس محتنق
رسخ في موقفه رسوخ طود ثابت الأساس ذي توثق
أودي لأميه إذ رشقه بعد برازه برمح دلق
وذا ولا نجابه إذ عضه رمح الرسول بتراقي العنق
وكم له من بطل مجدل شالته عقبان الرماح الذلق
ومن يك لمولي نصيره فقد كفاه حمل أسيف ودرق
وسل مواطن براز صحبه فكم قتيل شهدت وموثق
وكم شريد في المهامه غدا لخوفه مثل الظليم الأخفق
قد هلكوا وسلكوا سبل الردي وكلهم ثوي بحب الفلق
تبا لهم ويلهم إذ حجبوا عن الهدي يا حشرهم عند اللقي
وبعد ماقد سالوا الأحبار عن خير الوري كما أتي من طرق
زادوا عنادا وفسادا وامتروا وسلكوا نهج السفيه المثلق
وبعدها قد ملكوا أسري وقد ذلوا وبادوا كسبا الممزق
أطلق عنان المزح لا تخشي لما فاه به كل عدول حنق
وأسرح في روض نعته مقتطفا لنوره وزهره المفتق
وانثر في وصف المصطفي جواهرا وأنظم من اللئالي كل أشرق
وامدح مديح ابن زهير وكذا مدح ابن ثابت الشهاب الأرشق
أولا فرم منحي ابن مالك الذي ذب عن السمحا بسهم أبرق
إن لم تكن مثل الرفاعي فكن مثل البراعي المحب الأشوق
وانح سبيل البوصير إذ غدا مباينا لابن أبي الشمقمق
فمن يحد عن نهج مدح المنتقي تاه بييد مقفر مغتسق
فكم مديح ضاع في جو الهوا سوي مديح الأطهر الموفق
نعم لعفو الله يرجو كلنا من أخر ووسط وأسبق
وافن في خدمه النبي جاهدا وكن في بحر حبه ذا غرق
إن لم تكن مثل أويس الذي كان شبيها بالسري الأشفق
اولا فكن مثل ابن أبي دينار وكن من بعد ذاك كسئول مملق
وافزع لأعتاب الرسول ضارعا ومستجيرا بحماه العبق
سقيا لترب ضم ذاه المصطفي ضاع شذا عرفه للمنتشق
ياسعد من لثم ترب رمسه ومسه والحشافي تحرق
وعفر الخد لديه وبكي بكا فريعه بدمع مهرق
وكالخنسا لفقد صخرها كذا ام ابن حارثه خير معتق
كذاك ذو الرمه بالمؤيد من فرط النوي وفقد حب اليق
يا علم الهدي إذا ضج الوري من وحشه ودهش وفرق
وبرزا المضمر من كن الحشا وعاد مظهرا ظهورا مشرق
يا غايه القصد وغايه المنا ومنتهي الأمل نور الحدق
أغث كئيبا طالما كابد من شوق شديد خطبه وحرق
يا سيد الرسل الكرام إنني بالباب منكسر قلب فرق
أشفع لنا يوم المعاد واحمنا فإننا في أخر من رمق
يا ربنا بالمصطفي خير الوري أبلغ مناي ورجائي حقق
حف جناب العبد باللطف فقد غدا أسير ذنبه المنطبق
واحسرتي واخجلتي منك إذا وقفت وقفه غلام أبق
لكنني أرجو لعفوك كما أرجو ليل فضلك المحقق
واحم حمي دينك من كيد العدا وكيد أهل الزيغ والتدفق
وزلزل الأرض بهم وفلهم وافصم عراهم فصم فصل دلق
واخل ربوعهم وفل رأيهم وجمعهم ورتقهم ففتق
واهم عليهم وبيل نقمه وغضب وشملهم فمزق
واكف جميع المومنين كيدهم وشرهم وشر كل ورق
فبعلي والحسنين عطفه والبضعه الزهراء ذاه الخلق
والأمجد الأتقي أبي بكر الرضي وعمر وكذا عثمان النقي
وبالبنين حيثما حلوا كذا حفده بمغرب ومشرق
بالباقر الكريم والصادق من وضح سره كنور الشرق
والعمر والجون وإدريس الذي لاح سناه من سماء الأفق
ثم بيحي حيني ومدني وردني إلي سواء الطرق
كذا سليمان الذي بنوره سما إلي العلياء كل مرتقي
سل سببي بكامل ونجله محمد الزكي السري المتقي
بابن مشيش والجيلاني وكذا الشريف عبد الله نور الحدق
وأله ذوي السراوه كذا برهطه الغر كرام الخلق
وطاهر وطالب وغالب كذا بعمران العبير الأعبق
وبأبي الحسن نجل حسن ليث الوغي الشريف خير معتق
ونسله الغر وكل من غدا بنسب المصطفي ذا تعلق
صل علي المختار خير مضر ما حدث الحداه حمر الأينق
وأله وجمع صحبه كذا تابيعهم علي العموم المطلق
أبياتها وقفي علي خير الوري ما دامت الدنيا إلي يوم اللقي