من ديوان
ديوان أبي بكر محمد إبن أحمد بن شبرين السبتي ( ¿- 747هى ).
للشاعر
بديعي
بسم الله الرحمن الرحيم وصلي الله علي مولانا محمد وأله وصحبه وسلم, قال الشيخ الفقيه العالم الشهير أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن شبرين رحمه الله تعالي بمنه:
الحمد لله بلا اقضاء جل إلاه الأرض والسماء
ثم علي نبينا السلام ما اعتقب الإشراق والضلام
وأله وصحبه والتابعين والأمناء امراء المومنين
ومقصدي والله حسبي وكفا في رجزي ذكر جميع الخلفا
مستخرجا من الزمام العملي لابن رشيق شيخنا أبي علي
تعرف منه دائلات الدول ومن لهذا الأمر من قبل ولي
معلمه ألقابهم بأشكال روميه الأعداد وهي أحوال
مذوفه منها الشهور الزائده علي السنين لحصول الفائده
لذاك خليت من الأعلام كل فتي ملك بعض العام
فهاكها أرجوزه تبين وبالذي نعبد نستعين
الخلفاء بعد خير العالمين
إلي انقضاء دوله الموحدين
فمنهم القوم الكرام المتقون أهل اليمين السابقون السابقون
فضلهم جميع أهل السنه والمصطفي بشرهم بالجنه
أولهم أنيسه في الغار قطب المهاجرين والأنصار
ذاك أبو بكر هو الصديق وبعده خليله الفاروق
هما الضجيعان الوزيران هما حقيقه الإيمان من مثلهما
ثم الرضا عثمان ذو النورين ثم أبو الحسن والحسين
علي الشهير في الأنام غيث الندي وفارس الإسلام
ثم ابنه سبط النبي الحسن من معشر هم اتقوا وأمنوا
هذا هو الصدر الكريم الأول اهل السوابق التي لاتجهل
يمسك عما بينههم قد شجرا وبالرضي يذكرهم من ذكرا
ذكر بني أميه بالشام
وأينا يبقي علي الأيام
ثم ابن صخر ملك مؤتمن يكتب وحي المصطفي فيحسن
وهو علي ما كان من خبال بقيه الناس ولا تبال
ونحن أشياع إلي الأشراف لكننا ندين بالإنصاف
وبعد هذا غلب اليزيد والخير من دولته بعيد
فيها توي ابن خيره البنات مجدلا بشاطء الفرات
ثم ابنه من بعده معاويه خلي الأمور وأراد العافيه
ثم انبري مروان نجل الحكم ثم ابنه أخو النهي والميسم
عبد المليك قاتل الأقران وكان قبل صاحب القران
كلاهما زاحمه بالحق ابن الزبير سبط شيخ الصدق
وهو بذاك الصدر فضلا لاحق والحق ألا تنكر الحقائق
أول مولود بدار الهجره وأمه أسماء فاعرف قدره
ذلك خدن الحرب والمحراب وبعده لم يلها صحابي
وبعد عبد الملك بن مروان وليده من بعده سليمان
هما اللذان افتتحا الأندلسا للأول الصبح وللثاني المسا
صنوان مشهوران في الملوك كلاهما ان لعبد المليك
ثم اتي الخليفه العدل عمر ثم يزيد لم يقم خير بشر
أبوه عبد الملك المذكور ثم يزيد لم يقم خير بشر
ثم الوليد بن يزيد بعده ثم يزيد جاد غيث لحده
سموه بالناقص وهو الكامل في فضله لولا الردي المعاجل
والده الوليد وهو الأول من الوليدين لنعم الرجل
وبعده ابراهيم للناس ملك ابن الوليد جده عبد الملك
يخرهم مروان وهو الجعدي ما الملك إلا للمليك الفرد
واسم أبيه إن تسل محمد وجده مروان تم المقصد
كانوا ملوكا للنام نصبوا فمشرق الأرض لهم والمغرب
ذكر بني العباس أهل القوه
الحائزين الملك بالنبوه
إن الملوك من بني العباس اولهم سفاحهم ذو الباس
ثم أخوه الملك المنصور ثم ابنه مهديه الأثير
ثم ابنه من بعد موسي الهادي ثم الأخ الرشيد ذو الرشاد
وبعده محمد الأمين ثم أخوه للأب المأمون
ثم أتي المعتصم الثماني بعد, وكل من عليها فان
وهو والاثنان اللذان قبله بنو الرشيد فاستفد ذا كله
ثم ابنه واثقهم له يلي وصنوه المنعوت بالتوكل
جعفر القتيل بالقاطول وهو حديث فيه بعض الطول
وبعده قاتله المنتصر وهو ابنه بذاك جاء القدر
والمستعين حافد المعتصم مضعف بأمره لم يقم
من بعده المعتز ثم المهتدي الواثق الأب وذو التعبد
لكنهم بالدم ضرجوه وعن سرير الملك أخرجوه
وأقعدوا المدعو بالمعتمد كل المعالي وصغير الولد
وهو أخو المعتز والمنتصر انظر اباهم باسمه في اشطري
ثم أقاموا دعوه المعتضد ومن تقم به الليالي يقعد
والده الموفق بن جعفر وكان ذا بأس كبأس القسور
وجعفر هذا قتيل الولد كما ذكرت قبل حسبي فقد
والمكتفي وهو ابنه أمروا ثم تلاه صنوه المقتد
كانت له في أمره جولات تعرف لامحو ولا إثبات
وبعده قاهرهم لم يرفق وهو أخوه فاعتبر توفق
ثم علي الراضي يليه المتقي فاعطف وحصل قوله المحقق
كلاهما مقتدر أبوه ونال كلا منهما المكروه
سقاهم زمانهم مشموله باتت لها أعينهم مسموله
أعنيهما والقاهر العم كذاك في هذه المحنه كان الاشتراك
وبعد مستكف نماه مكتفي خانته دنياه وقدما لم تف
ثم المطيع ولد المقتدر ثم ابنه الطائع بالملك حري
وبعده القادر ثم القائم نجل له نيطت به المكارم
ووالد القادر ذا استحقاق أنجبه المقتدر السباق
وبعد ذا بالأمر قام المقتدي بقعدد الملك أي قعدد
وهو حفيد القائم الخليفه ومن له مرتبه منيفه
ثم انتهي إلي ابنه المستظهر ذي النسب المعروف غير المنكر
حتي إذا تم المدي والأمد قدم للأمر ابنه المسترشد
ثم ابنه المنصور وهو الراشد والمقتفي من بعده مجاهد
والده المستظهر القمقام فافهم مقالا شانه الإفهام
ثم ابنه مستنجد والمستضيء سليله من بعد إنه مضيء
ثم ابنه الملك الكبير الناصر ثم ابنه العبد التقي الظاهر
ثم ابنه المستنصر الهمام ثم ابنه المستعصم التمام
عليه طاحت دوله العراق والملك لله القديم الباقي
ذكر بني مروان بالأندلس
غداه عاجوا بالربوع الدرس
صقرهم الأول يدعي الداخلا في دوله المنصور سار راجلا
حتي أتي أندلسا فحلها راضيه بأن يري ملكا لها
ثم هشام بعد ثم الحكم وعابد الرحمن من بعدهم
ثم ابنه من بعده محمد إلي ابنه المنذر أمسي يعهد
وكل من ذكرته فسلسله سدي الملوك عندهم مهلهله
حتي إذا المنذر وفي وعده فعابد الله أخوه بعده
قام الحفيد الناصر المعمر ثم ابنه حكم المستنصر
ثم هشام المؤيد بفقده ملكهم قد فقدوا
كانت لهم في إثره أعقاب تقطعت بينهم الأسباب
نحو ثلاث من الأعوام وألت الحال إلي انصرام
وبعد ذاك فرق مختلفه أصارها التوحيد كالمؤتلفه
والقصد ذكر الدعوات الجامعه لا من له عصابه مطاوعه
ذكر الذين من ملوك الشيعه
تغلبوا فأرغموا الشريعه
ظهورهم إن شئت صدر الخبر موافق لدوله المقتدر
يا دوله عزت بها الفواطم أولها المهدي ثم القائم
وبعده المنصور ذو الحرز الحريز ثم المعز بعده ثم العزيز
ثم أتي الحاكم سفاك الدما كم هد من مبني وداس من حمي
ثم ابنه الظاهر من بعد أتي وغايه الدنيا زوال يا فتي
وبعده مستنصر قد أنسئا ستين حولا للأمور مرجئا
تغلبت في عهده الأتراك وطال منه البذل والإمساك
وبعد ذا الحافظ سبط الظافر حكم في الوزير منه الباتر
ثم ابنه الفائز ثم العاضد وذاك للحافظ فاعلم حافد
ويوم مات العاضد السلطان انهد ذاك الركن والايوان
واجتمع الناس إلي بغدادا والمستضيء جعلوا ملاذا
وأبرم الأمر صلاح الدين ذو الجد والبسطه والتمكين
وأصبح القوم حديث الأبد تالله لا يبقي الردي من أحد
ذكر أناس رغبوا ورهبوا
وبالموحدين قد تلقبوا
ذي دوله شعارها ناموس فيها استوي الرئيس والمرؤوس
وحرمت بحفظها تمذعب وشأنهم في الجود شأن عجب
وعندهم علي الدماء جرأه استهلوا ذاك بأصل النشأه
أولهم محمد المهدي إمامهم إن رشد أو غي
ووافق المسترشد العباسي في ملكه المطرد القياس
طلوعهم بعصره مقرون كاف أقامت أمرهم ونون
وبعد عبد المومن المعتام اعتصامه للدوله الإمام
ثم ابنه يوسف ذو الجهاد أصدرهم يومي ندي وناد
ثم ابنه منصورهم يعقوب الليث غالب له مغلوب
جدل في الأرك ألوفا عددا حتي علا ليل العمي صبح الهدي
ثم ابنه الناصر ذو العقاب أصابه جند من الأحزاب
فكان ما قدر في الكتاب فألت الحال إلي انقلاب
ثم ابنه المستنصر المفجوع بهجمه سهامها تروع
وبعد عبد الواحد المخلوع عم أبيه القانت المطيع
يقال كان مستجاب الدعوه ولليالي بالكرام هغوه
أدركه وهن عن الأمور فأدركته وثبه الجمهور
وبعده العادل ظلما قتلا ثم تلاه صنوه أبو العلي
كلاهما المنصور والد له فحل في عليائه محله
أباح للسيف دماء الخلق وساسهم لكن بغير الرفق
زاحمه يحي بحد ذرب أي حمي ياصاح لم يخرب
إن قلت من يحي فنجل الناصر ماهو عن رتبتهم بالقاصر
ثم الرشيد بعده السعيد صنوان يبأي بهما الوجود
أبوهما أبو العلي الممرور وشأن كل منهما كبير
حتي إذا السعيد في الحرب قضي قام أبو حفص فذاك المرتضي
ابن الأمير الطاهر بن يوسف ثاني الملوك ذي المحل الأشرف
حتي أباحت غدره الأيام ما هكذا يضيع الذمام
تبكيه عين الملك والتصوف ومن جرت به الليالي يقف
ذاك علي يدي أبي دبوس إدريس ذي البأس معا والبوس
وهو ابن عمه بلا إلباس وذا وهذا من سراه الناس
يجتمعان عند عبد المومن وذا أبو دبوس رأس الفتن
والده محمد نجل عمر سليل عبد المومن الزاكي السير
أقام بعد المرتضي قليلا محاربا ثم قضي قتيلا
ديارهم من بعدهم طلول سبحان من علياه لا نزول
هنا انتهي القصد فتم نظمه والحمد لله تبارك اسمه
انتهي الرجز, ولواهب العقل الحمد كثيرا كما هو أهله وصلي الله علي سيدنا محمد وأله وصحبه وسلم تسليما.
|