وقال في رثاء الشيخ محمد بن محمد بن محمد بن عبد الواحد البلوي
رحمه الله: [البسيط]
يا عين۔ سحُي بدمع واكف سرب ... لحامل الفضل والأخلاق والأدب
بكيت۔ إذ ذكر الموتي۔ علي رجل ... إلي بليُ من الأحياء منتسب
علي الفقيه أبي بكر تضمُنه ... رمس وأعمل سيرا ثم لم يؤب
قد كان بي منه ودُ طاب مشرعه ... ما كان عن رغب كلُا ولا رهب
لكن ولاء علي الرحمن محتسبا ... في طاعه الله لم يمذق ولم يشب
فاليوم أصبح في الأجداث مرتهنا ... ما ضرُت الريح أملودا من الغضب
إنُا إلي الله من فقد الأحبُه ما ... أشدُ لذعا لقلب الثُاكل الوصب
من للفضائل يسديها ويلحمها¿ ... من للعلي بين موروث ومكتسب¿
قل فيه ما تصف ركنا لمنتبذ ... روض۔ لمنتجع أنس۔ لمغترب¿
باق علي العهد لا تثنيه ثانيه ... عن المكارم في ورد ولا قرب
سهل الخليقه بادي البشر منبسط ... يلقي الغريب بوجه الوالد الحدب
كم غيُر الدهر من حال فقلُبها ... وحال إخلاصه ممتدُه الطُنب
سامي المكانه معروف تقدُمه ... وقدره في ذوي الأقدار والرُتب
أكرم به من سجايا كان يحملها ... وكلُها حسن تنبيك عن حسب
ما كان إلُا من الناس الألي درجوا ... عقلا وحلما وجودا هامي السُحب
أمسي ضجيع الثُري في جنب بلقعه ... لكن محامده تبقي علي الحقب
ليست صبابه نفسي بعده عجبا ... وإنما صبرها من أعجب العجب
أجاب دمعي إذ نادي النعيُ به ... لو غير منعاه نادي الدمع لم يجب
ما أغفل المرء عمُا قد أريد به ... في كل يوم تناديه الرُدي اقترب
يا ويح نفسي أنفاس مضت هدرا ... بين البطاله والتُسويف واللُعب
ظننت أنُي بالأيام ذو هزء ... غلطت بل كانت الأيام تهزأ بي
أشكو إلي الله فقري من معامله ... لله أنجو بها في موقف العطب
ما المال إلُا من الله فأفلح من ... جاء القيامه ذا مال وذا نشب
اسمع أبا بكر الأرضي نداء أخ ... باك عليك مدي الأيام مكتئب
أهلا بقدمتك الميمون ظاهرها ... علي محل الرُضي والسُهل والرُحب
نم في الكرامه فالأسباب وافره ... وربما نيلت الحسني بلا سبب
لله لله والأجال قاطعه ... ما بيننا من خطابات ومن خطب
ومن فرائد أداب يحبُرها ... فيودع الشُهب أفلاكا من الكتب
أما الحياه فقد ملُيت مدُتها ... فعوُض الله منها خير منقلب
لولا قواطع لي أشراكها نصبت ... لزرت قبرك لا أشكو من النُصب
وقلُ ما شفيت نفس بزوره من ... حلُ البقيع ولكن جهد ذي أرب
يا نخبه ضمُها ترب ولا عجب ... إن التراب قديما مدفن النُخب
كيف السبيل إلي اللُقيا وقد ضربوا ... بيني وبينك ما بقي من الحجب¿
عليك مني سلام الله يتبعه ... حسن الثُناء وما حيُيت من كثب