يا ليت شعري وهل يجدي الفتي الطمع ... هل بعد مفترق الأحباب مجتمع
جزعت إذ قيل سار القوم وانطلقوا ... وليس ينكر في أمثالها الجزع
حاز الأسي بعدهم صبري بجملته ... لا النصف فرضي منه لا ولا الربع
ردوا علي فؤادي إنني رجل ... بالعيش بعد فؤادي لست انتفع
وعللوني بأخبار العذيب فلي ... علي العذيب أسي للصبر ينتزع
جارت علي النوي في حكمها وعدت ... وكلف القلب منها فوق ما يسع
فمن راي لي سربا عند كاظمه ... كادت عليه حصاه القلب تنصدع
قرين انسي في دار الغرام ثوي ... فيا نعيم الهوي هل أنت مطلع
وأي انس لنائي الدار مغترب ... ولت علي رغمه لذاته جمع
يا حبذا منزل بالغور تندبه ... وحبذا فيه مصطاف ومرتبع
وحبذا ذلك الوادي المقدس إذ ... سالت مذانبه فالري والشبع
وحبذا وقفه لي عند شاطئه ... طورا أقوم وطورا عنده أقع
يا تلعه أخضلت ماء جوانبها ... هل فيك للطارق المجهود منتجع
ويا شبابا ذوي هل كره أبدا ... ويا خليطا نأي هل أنت مرتجع
خزعبلات صبا مرت وأهل هوي ... مروا فلا رجعت يوما ولا رجعوا
فلو رأيت رسوم الدار مائله ... ينتابها الظبي أو يغتالها السبع
أنكرت ما كنت قبل اليوم تعرفه ... وأخبرتك الليالي إنها خدع
أها علي صبوه ألوي الزمان بها ... وكل أنس لأيام الصبا تبع
ما أسارت غير اشواق وغير أسي ... يجنه ندم يشقي به لكع
سرعان ما يع ذاك السرب وا أسفي ... فاليوم لا سبع فيه ولا ربع
قوم جميع علي حكم النوي نزلوا ... لم يغن ما ألفوا يوما وما جمعوا
واي حال علي الأيام باقيه ... فبادر السير واعلم إنها قلع
عادت حديثا وعادت دراهم طللا ... كأنهم في عراص الدار ما رتعوا
ألقي الزمان عليهم خلعه حسنت ... لكن علي عجل ما انتزت الخلع
ما ضر لما رأيت الصالحين بها ... لو كنت تقنع منها بالذي قنعوا
جازوا عليها فلم يستهوهم عرض ... ولا ألم بهم حرص ولا جشع
فكلما عرضت دنيا لهم نفروا ... وكلما ذكروا مولاهم خشعوا
طوبي لهم فلقد قر القرار بهم ... في مستقر نعيم ليس ينقطع