من ديوان
ديوان أبي حامد محمد العربي بن يوسف الفاسي (ت 1052 هى)
للشاعر
بديعي
وكتب إلي الشيخ أبي زيد عبد الرحمان الفاسي العارف معتذرا من أمر أوجب ذلك:
أسات وذنبي في الذنوب عظيم وجئت بما يودي الفتي ويليم
وأملت صفحا والمومل صادق ولاغرو والمأمول فيه كريم
ومعذرتي للإعتزاز فإن تجد تجد مدنبا عما يليم يحوم
إليك أمت بالقرابه فاحيرن مصادع دنب بالفتي لايريم
فقال الشيخ رضي الله عنه:
عفا الله عنك ان انبت برغبه وإلا متبوع مااستحبت عظيم
علي إنني في وحشه من مداحكم ولاقوه لي فيه ورب عليم
ولاكنني اثرت رغبتكم علي المواتي لقلبي والفراغ نعيم
فإن يسر الله الكريم بمنه متمنا سريعا فاتعض ما تروم
فتنني عناني عن سلوكي مثل ما سلكت بكم والحق جل كريم
هذا ماتيسر لفقير جاد بما عنده, وأجري به مكرها لابطلا في الخلاء وحده, وعن عذر ففي الخلاء إبطاله, لما نبت به أوطانه, فنبذه يم الفتن بالعراء, وقهقر به جد العالم العاثر في هذا الزمن إلي وراء, علي حين وهن العظم, واختل النظم, فنسي المحفوظ, وعجز الفهم عن إدراك المعني الملحوظ, وقد أوعزت المراجعه والمعارضه, وأعجزت المذاكره والمفاوضه. فنحن بمواقف الإعتراف, والإعتذار عن مواضع الخطأ والإنحراف, ومن كرم بالإنصاف خيما, وتجنب من الإعتساف مرعي وخيما, حقيق بأن ينفق كاسده, ويصلح فاسده, ويكمل أغراضه, ويداوي أمراضه, ويعرف له ما كابده من وحشه الوحده, وجوبه أجواز تلك المفاوز وحده, لم ينهج له سبيله ناهج, ولا لهج بإبانه مقاصده لاهج, وأقول مفاكها لإخواني من أهل الحضره, ولابد في خوان الألوان من فاكهه وخضره:
أبديت هذا بادئا باديا فالعذر لي باد به ظاهر
قد أحضر البادي الذي عنده فأبد ما عندك يا حاضر
|