فلما وصلت أبيات الجواب. للحميدي المجاب. كتب له قصيده أخري يقول فيها:
وإن غاب عنا العلم من صدور والد فقد حازه من بعده ولد صدر
ولا عجب إن قيل أنت تفوقه فإن ضياء الشمس يسبقه الفجر
تسل عن الهم المبرج بالحشا فرب عسير كان في طيه يسر
وإن جاء عباس من الخطب هائل ففي أثره الضحاك يعقبه بشر
وإن لفكم جور من الدهر برهه فلا بد بعد اللف أن يحصل النشر
فأجابه أبو القاسم بقصيده يقول فيها:
نزعت إلي حسن بنظم تظاهرا به ساحران للنهي الطرس والسطر
قواف تجلت للخيل ووزنه وحسن من حسانها النظم والنثر
وجربها ذيل الكمال جريرها فغاظ سجول الموصلي ذلك الجر
تباهي زهيرا في مزينه وإليها بمصر وليلياته ما بدا فجر
فلو نافست بدع البديع ولامست حرير الحريري ما جري لهما ذكر
ولو نالها والي الكتيبه ما بدا بها للوا الإنشاء طي ولا نشر
ولو وصلت يوما لمنطق واصل تكلف نطق الراء من فمه الثغر
إلي أن قال:
وإن قصرت بي عن جوابك همه فمنك وقيت الهم يلتمس العذر
فكيف ولي قلب تقسم فانثني لمكناسه شطر وعندكم شطر