من ديوان
ديوان أبو القاسم بن سعيد العميري الجابريُ التادلي الفاسيُ (1103 1178 هى/ 1691 1764 م)
للشاعر
بديعي
وقال متشوقا للأهل والوطن, ومعتذرا عن مفارقه ذلك المسكن وذلك لما خرج لنواحي الريف, وخيم منها بمعقل عاصم وماء بارد وظل وريف, واستقرت به الدار, وبدا له في الإعتذار, فؤاؤا مما تأجج من نيران الفتن واضطراب الأحوال وضاق بسبب ذلك المتسع بعد وفاه مولاا الأعظم السلطان المولي إسماعيل:
دعيني فوصل الغيد ليس من العدل ولا تعذلني فالأذن صم عن العذل
وكيف بمن ولي عن الوطن الذي تولت به الأمال في الزمن المحل
بمكناسه الزيتون خلف أهله وحل بقرب الريف فردا بلا أهل
حمي جانبا منها عداه, وجانبا مخافه قول أن يصير إلي فعل
فخليتها كي لا تسام حقادتي بسوء, وأنف الحر يأنف من جهل
وقلت ولم أملك سوابق رحلتي كذا فارقت أوطانها الناس من قبل
وإن عز بي هجراها فلربما توصل بالهجر إن صب إلي الوصل
وتصديه السيف المهند لم تزل وحقك ترجو أن تعاهد بالصقل
والإفلو خيرت ما اخترت غيرها قرارا وقد قرت بها العين للأجل
كاني لم أرشف لما لها ولم أكن جنيت جناها من لدن طلعت نخلي
أمكناسه الزيتون يا خير بلده حدائقها تجلو علي الحدق النجل
وما القول فيمن حال حال وصاله فلا جعل الله الموانع في حل
إذا لاح نحو الغرب برق هوت به دواعي الجوي بعد العلو إلي السفل
وإن هبت الأرواح رق وراق من يسهل من أمريه ما ليس بالسهل
وإن غنت الورقاء يالأيك روعت فؤادا دعاه الشوق بالجد والهزل
هل الحزن إلا يوم فارقت صبيه فلله ما قد حل بالفرع والأصل
ولله أشكو اليوم ما حل بيننا ولله أرجو ما تعودت من فضل
فيارب فرج كربتي واكفني أذي عبيدك واجمع ما تشتت من شمل
ومن علي عبد بعزك إن من يعز بغير الله صار إلي الذل
وحاشاك ربي أن تخيب راجيا إليك إلتجا بالجزء منه وبالكل
أيا ملجأ المضطر يا غوث من دعا ويا ناصرا من لا له ناصرا مثلي
أغثني أغثني يا غوث من دعا وأهلي وحال الكل يغني عن السؤل
وأنت إلي المستضعفين دريئه فأحسن خلاصي بالنبي وبالرسل
|