من قصيده : الطىىىىىىىىوفان
*********
لم يبفي للحرف أمواه و شطأن
تفاهم الخطب فالأوجاع طوفان
كأنما الأرض ضاقت عن خلائقها
فبرها برزخ و البحر غدران
أو أنها حطمت قيد المدار أسي
فأعثل من فوقها و إختل ميزان
صار الصديق عدوا و العدو أخا
كأنما لم يعد للناس وجدان
كل يميل مع الأيام ما انعطفت
سبيله الظلم و الإجرام ميدان
تنازعتهم ميول رادها جشع
فالمال خمرتهم و الحرب ندمان
عوالم قسمت ظلم ديار بلي
فما لإنس سوي الأوجاع خلان
مشارق الأرض تشكو من مغاربها
و كل جار له الأعداء جيران
تناثر الود لاحب فينظمه
و لا إخاء و لا عدل و إحسان
و الخير أمسي حماما لا جناح له
و الشر أضحي له جند و فرسان
فكل حي بجمع المال منشغل
و كل حي إلي الأحياء جوعان
مات السلام و صار الكون مقبره
مليكها البغي و الطاغوت سلطان
عد الأصابع هم حكام كوكبنا
و ما تبقي من الأنسام قطعان
و بعضهم تابع بعض لمصلحه
مقالهم حكمه و الفعل بطلان
يبدون حبا و لا حب يؤاصرهم
قويهم من له في الغدر أعوان
و جلهم يعشق الهيجا و يدمنها
فلا تقر له بالسلم أجفان
فمن يجير عيون الأرض إن فقئت
اينجد العمي يوم الروع عميان ¿
من ذا تنادي شعوبا ألقمت حجرا
إذا اشرأبت علي الأفاق نيران ¿
من صانع فلكها يوم الشجون و قد
جنت ليالي الردي و أسود طوفان
هل في النار شبا أخشاب مطهره
أو بعض أيد بها عدل و إيمان ¿
إذ الضمائر نامت عن مقاصدها
فلن يعيد لها الإصباح لقمان
أه يرجعها قلبي فتصرعني
أوجاع أزمته ثكلي و أحزان
أمد طرفي إلي قومي فأبصرهم
طي علي الضيم و ارتاحوا لسؤوده
فعيشهم و صمه و الموت غفران
تقاسموا الحقد حتي لا كيان لهم
حديثهم بلسم و الفعل أضغان
كأنهم لم يكونوا خير من قبست
من نور علمهم الدري بلدان
ماذا أقول و أرض العرب مزقها
عصف يؤرقه زور و بهتان ¿
أهكذا الخصم أغراهم فأغرقهم
أين الإباء و أين العز و الشان . .