وعدت للصمت الذي خيم علي فؤادي الحزين والذي بنيت اسواره شاهقه لا استطيع غير ان ارمقها بعين شاخصه تدمع منفرده في سجن الانفاق المظلمه
تلك الانفاق التي ظننت – مجرد ظن – اني قد خرجت منها او انفرجت من بين اسوارها ما ياتي الي قلبي من قبس من نور ولكن هيهات هيهات لأن اخرج من هذا النفق العظيم عمقه العاليه اسواره
وعدت للصمت الذي خيم علي روح قد ارهقتها الحياه وقد هوت عليها ذكريات من فارقتهم باختيار – ليس باختيارها بل تدابير القدر – وقد تنزل بها كل ذكري سعيده لهم منزل الهم والالم علي سقيم قد شرف علي الزوال وما يملك لصدها قدره ولا يملك غير ادمع باقيه من فيض انهار ثعبها من ألم فراق الاحباب
وعدت للصمت الذي قيدني وقد ظننت اني وجدت مفاتيح لأغلاله العظيمه بانخراطي وسط عالم البشر الرائع منهم والسئ ولكن وجدت علي روعتهم اني ما زلت منفردا لم اجد بهم سلوي لبحر أحزاني بامواجه المتضاربه التي اغرقتني حتي أصاب اطرافي شللا من عظم الموج
وعدت للصمت الذي سلبني ما يقولونه او يتبادلون عنه الحديث من متعه الواقع او أمل الحياه وانا من زرعته ببعض القلوب او ارشدتهم الي دربه الحائر الذي تاهت روحي عنه في ربوع الصحر ووحده بليل السحر وقد أسدر الواقع علي روحي السقيمه ستائره معلنا نهايه قصتي في عالم الواقع وقد اسمع صوته بكل اوصالي باستمرار حياه الصمت ونفق الظلام الذي مٓنع حتي من قبس الانوار
وعدت للصمت الذي اسقطني هما حتي باسعد لحظات الحياه وانا اتلمس المطر الهادئ في جوف ليل بديع جوه ذكي اريجه ولكن مع هذا وذاك تمنيت ان ادمع -حتي الدمع – توقف وكتب عليه الصمت فاني لا اخاف المطر قبلا قدر خوفي منه الأن ولم ارتعد اذ تلمس جسدي غير الأن وكأنه نذير عن نفق ساعود اليه وان حاولت الهروب فقد ايقنت انه لا مجال غير ان احيا بعمقه السحيق فعدت للصمت وها أنا قد عدت للصمت ولا انتظر لي من خروج
