الوجد قنينه عطرٰ۔ تجمعها الروح۔ من ألف ألف زهره۔ في ترحالها عبر الأحوال والمقامات۔ حين تفتح۔ تضوع منها نفحات النشوه۔ فيذهب فيها القلب سكرانًا بها.
وللوجد علامات خفيه۔ لا يدركها سوي قبل ذو عيون تبصرها۔ فمنها انتشاء الارتحال إلي مقامات المحبه وهي أعلاها۔ ومنها التنقل بين أحوال المحبين وهي أدناها. وللوجد علامات أخري ظاهره للعيان۔ وعلاماته الظاهره تتماهي مع البوح۔ فهو لغتها۔ فمنها الدمع ومنها السهر ومنها الرعشه تسري بالجوارح۔ وغيرها من ألسن المحبين بلغتهم.
فطوبي لمن طافت أرواحهم مجرات الأحوال وأكوان المقامات۔ تجمع الطيب لتنثره بين دمع نديُٰ وبوح شجيُٰ يليق بروعه المحبه وألق العشق.