من ديوان
المسرحيات الشعرية
للشاعر
Mohamed Shady - محمد شادي
حي علي الوطن
كتاب الحزن – إنجيل الفقراء .
Prologue: -
ما تحلموش بالخلاص ..
ولا ترجموش الشمس .. بالعتمه ..
طب و المسيح الحي ما انا خارج ..
الا اما ارحم الوطن يطرح عيال ..
و انشالله الملمم عضمي في القفه ..
واقف علي باب الحسين ..
بانشد ¿¿
و الا الأدان أدن ..
" حي علي الجهاد ..
حي علي الوطن .. "
ماشي بتوشوش نفسك
و اللا بتسمع لكلام الناس ¿
- " أنا المجذوب في وطن منافق . "
- فهل بقي الكثير ¿
- كل عام و انتم بخير ..
- ……………..
- حياتك الباقيه ..
- ……………
- هوه الوطن .
- لا … " لا تصالح …. و لو ….. "
- و لو … . ( بنبره سخريه ).
نهار – داخلي – إضاءه خافته جدا ..
داخل المقبره – رائحه غريبه تملأ المكان .
- بسم الله الرحمن الرحيم …
- اللهم صبرك علي ما بلاك ..
النور بيشع من السقف اللي بيفتح بالراحه , اشباح بتطل من الفتحه و بيعلا الصوت ..
- بالراحه منك له ..
ماتعذبوهش اكتر من كده ..
ماهوش كفايه اللي شافه ¿¿¿
بينزلوك ليا .. و بيدفنوك جنبي ..
الصوت بيهرب .. و الوشوشه بتزيد ..
كل الصحاب بيسيبوك .. و بيهربوا منك ..
قفلوا علينا الباب .
دلوقت ساد الهدوء .. ما سامعش غير دق قلبك ..
ماتخافش .. مش ح أكلك .. صدقني ..
فرحان كتير بالونس .. و باكلمك ..
- أهلا و سهلا بالغريب ..
- ماهي أحلا حاجه في مقابر الصدقه ..
لسه بيتنهنه ..
- ……………..
- لاء .. ماعادش خوف ..
ولا عادش فرح , ما عادش حزن ..
و ماعادش عازه للبكا ..
دلوقت .. ماينفعش غير بس .. الأمل …
بيبتسم .. بس بمراره ..
- …. أمل ¿¿¿
ضحكتني و الوقت فات …
- صدقني يا صاحبي ..
- صاحبك منين إنت راخر ..
داحنا يادوب .. لسانا متقابلين ..
- يا صاحبي سيبك م اللي ما بيفيد ..
عرفني بيك يالله ..
- أنا …
- عارف ..
و اللا ايه اللي كان .. جابك هنا !!
صدقني عارف ..
انا قصدي قوللي ع اللي ماعرفهوش …
باصص لي مستغرب
- …………
- إسمع يا سيدي …
أخوك أبو منصور ..
في الأصل من بغداد ..
عينيه بترغرغ ..
مكتوب عليا الوجع
بغداد حبيبتي الطيبه ..
وسعت عينيه .. و فاتح بقه م الدهشه !!!
باتمتم ف سري …
- صعبان علي و الله ..
- أهلا .. ابو منصور ..
انا المصري .. م القاهره ..
قصدي اللي كانت ..
قاهره ..
- اهلا و سهلا ..
مرحبا ..
علي غير ميعاد .. فيه شبه دوشه بره القبر …
و بتعلا.. ما اعرفش .. دي رجلين ¿¿
و اللا بيتهيألي ان الخيل بتجري ف الوسع ..
مضطر أعلي صوتي عشان ما يسمعني .
- قل لي بقي .. إيه أخر الأخبار .. ¿¿
- إحنا ف ايه ياعم و اللا ف إيه ¿¿
أخبار إيه بس ¿¿
قال يعني مش عارف ..
دلوقت بيبص لي و ماهوش بيلمحني ..
و كأننا فجأه .. قاعدين بنتفرج سوا ..
دي مسرحيه يا ناس و اللا ده علم ..
الحال كما هو …
السوق و نايم و الناس بتشقي م الضحي
و لحد ما بتنام ..
العيش بقي بقرشين ..
و المرقعه زادت و غطت ..
الخلق ماده ايدها ..
و فاتحه رجليها ..
و الخواجات بقوا اسيادنا بالعافيه ..
هي دي الدنيا اللي بره
و باستغرب أنا ¿¿ طب ليه ¿
نفس الحكايه القديمه ..
و كإني بالمح من بعيد بغداد …..
قلبي عليها القاهره ..
عارف ..
تصعب عليك لما تلاقيها بتطاطي ..
تمام كما بغداد ..
و دمشق و البصره ..
ليهم زمان ..
مستنيين نصره ..
و الخلق مش طهران ..
لما النجاسه بتنتشر ..
ما عادش فيه دوحه و بتضلل ..
غزه في جنبي م الخيانه ..
و من صاحب ما أمنتوش ..
شاورت له ..
و كنت فاكر إنه لي بيشاور ..
أتاريها كات العلامه
مديتله ايدي عشان ما يكسيني بتوب الفرح ..
صدقني يابو منصور ..
أول كفن ازرق أشوفه ..
- بس يا مصري .. كفاك ..
هياها نفس الحكايه ..
و هو هو الوجع ..
أيامها مكانش أمريكان ..
كان اسمهم .. الروم ..
و كانوا برضه ساكنين هناك ..
ع التل .. في الكابيتول ..
و بيحكوا عن ان كل الخلق متساويين ..
و الله نكته ..
و تستعصي علي الأفهام ..
………
إيىىىىىىىه ……..
تنهيده خرجت ..
و من صدري كما الدخان ..
و انا باحرق سيجاره من بعد اختها ..
و هم لسه بيحرقوا من بعيد .. بغداد ..
…………
قل لي يا مصري ….
- نعم …
- أخبار حبيبتك إيه ¿¿
- لساها مستنيه فارس ..
و أنا الخيبان ..
عمال أفلسف ف الكلام ..
و ايديه مربوطه ..
………….
بالحق ..
واحشاني قوي ..
بيمد إيده ف جيبه و يطلع جواب
شايف صورتنا …
بيديهولي أقراه .. و بابص ع الصوره
كنا بنحلم بالعيال يتنططوا حوالينا ..
قاعد مسهم ف المافيش
و دموعه نازله تسح علي خده ..
و بنرسم البيت الصغير ..
إيديه بتبني ف الفراغ ..
هنا ..
ح نحط صوره للأزهر ..
و كإنه بيعلق علي الحيطه ..
هنا سجاده م الفيوم ..
و ترابيزه النحاس من المشغول ..
بشغل خان الخليلي ..
و بيدقدق بإيده في الهوا ..
زي الصنايعي اللي شارب الصنعه ..
و هي ..
و هي شايله الصينيه و البراد ..
- شاي أخضر مع النعناع
بسم الله ..
ما تمد ايدك بقي ..
ما تمد ايدك بقي ..
ما تمد ……
- ……. ايدك بقي …….
ما اعرفش ليه .. حاسه ..
وشه بيتغير ..
الحزن سكنه .. لقيتني باتكدر ..
ده كإنه كان عمال بيوصف ..
بيتنا في بغداد ….
و ماقدرتش ..
ولا شفت بصه عينها ساعه ما ارفع الطرحه ..
ولا دقت شفايفها الحلال ..
ولا فيه عيال ..
خطفوني منها الغجر ..
لساها بتغني ..
و عنيها بتدمع ..
و كإننا بنسمع سوا .. فيروز ..
:- " من زمان ..
و أنا صغيره ..
كان فيه صبي ..
بيجي من الأحراش ..
إلعب أنا وياه ..
كان إسمه …… "
أه ه ه .. يابو منصور ..
مانيش دلوقت عارف يا صاحبي ..
مين فينا .. قلب مواجع مين ¿¿¿
- قلبي علي قلبك يا صاحبي ..
فكرتني باللي كان ..
كنا أنا و الشبلي ف السكه ..
و كان بيخاف ..
و لما أقولله ما يخافش ..كان يضحك ..
و يقوللي :-
- و هو فيه إيه ..
ما بيخوفش في بغداد ¿¿
و نبتسم ..
- و أقولله الخلوه ما تخوفش ..
الصحبه ف الخلوه .. بتحمينا ..
ملايكه الرحمن .. بتنزل علينا ..
نقرأ الكتاب ..
و نتسامر مع الأرواح ..
الصوره عماله بتتغير ..
ما احناش في قبر خلاص .. ده خندق ..
و انا و هو لابسين البدل كاكي ..
و الشده تحت الراس ..
علي الخريطه الأرض مرسومه ..
و فوق كتافنا مافيش ولا فيه نسر ..
ولا نجمه …
الوقت راح ..
يا شبلي حتي الخلوه متراقبه ..
عايزين يشوفوا اللي جوه القلب و الباطن
مايعرفوش إنه ساكن جوه جوانا ..
و بينفخوا ..
" … يريدون ليطفئوا …. "
نار المحبه و شهوه الملقي ..
و الله ما يقدروا ..
و الله ما قدروا ..
نروي التراب بالدم ..
و نصوم ولا نهتم ..
نسهر و نتسامر ..
ف الشمه بيت عامر ..
و نقوم الليل العجوز ..
ناخده و من إيده لحد الفجر ..
الجمعه جامعه ..
و القلوب شتي ..
و اللا القلوب .. شاته ¿¿
عايزينا نبني الهياكل ..
و نبكي ف الزيطه ..
يا حسره اللي بني .. يا حسره ع اللي اتهد ..
و يوم عن يوم رح تحمي ..
شد الحزام يالله ..
أدي الكلام المفيد ..
لوحدينا ..
ف وش العدو متحوطين
الطيارات بتحوم ..
الدم مالي المكان ..
الغاره علي كل شئ ..
و احنا بنتحاصر ..
من غير خوذ .. ولا حد عارف
مين فينا .. بيحمي ف مين ..
- ارمي الجواب و الصور ..
و افتح كتاب الوجود ..
أن الأوان للجهاد ..
خللي الكتاب جوه صدرك ..
و ال M ستاشر ..
دوس الزناد .. ثم استقم ..
الناس بتصحي في الخنادق من بعيد
بيقربوا لينا ..
الخندق اللي احنا فيه عمال بيوسع ..
واحد ورا التاني الحيطان تنهد ..
الكل دلوقت متجمع ..
في ساحه الخندق ..
- يا اهل مصر العامره ..
يا سائر بلاد الشرق و المغرب ..
زيحوا عن الحلم الرتاج ..
و اللا السكوت ده مزاج ..
كل الولاد السمر في الحاره ..
جريوا علي المخبأ ..
ساعت ما جت .. غاره ..
غاره ..
السقف زال و انشالت الغمه ..
البسمله ماليه المكان ..
الله اكبر بتعلي فوق الكل ..
بنطل بره المكان ..
العركه دايره ..
و كل من ف الخندق الواحد ..
ف عز النوم ..
- مفتوحه يا ابواب المداين ..
و مين يخبي البريئه م الأوغاد ..
ملعونه يا بغداد ..
ملعونه يا قاهره ..
مكتوب عليكوا الوجع ..
و اللا الوجع ده كيف ¿¿
ده مش كفن يا بلد ..
ولا هم دول الولاد ..
- صدقني يا صاحبي ..
مد الايدين يالله …
أنفض تراب القبر عن كتفك ..
- الدوشه بره مش عيال القرافه ..
بياخدو بالرحمه ..
- العركه دايره ..
غاويين تسيبوا الغلابه ..
ف الهم ده لوحدهم ..
المصري و الحلاج ..
- يالله علي الدشمه ..
.. يا ألف رحمه و نور ..
علي نور عينيك يا صلاح ..
لأ ..
دي ماهيش حطين ..
القدس راحت يا صلاح ..
ولا عادش فيه ناصر إلا الإيمان ..
بالكتاب .. و الشغل بالسنه ..
المعركه تشتد ..
الله اكبر عماله تملي المكان ..
و عمالين نتصاب .. واحد ورا واحد ..
و اللي يقع .. ييجي بداله أخوه ..
و أبوه و حتي البنت ..
اجراس كنايس كمان .. عماله بتوحد ..
و شيوخ و قسسا و تلامذه ..
بيحدفوا حجاره ..
- السنه هي الجهاد ..
ما تقوم يا واد يالله ..
واقف علي الأشهاد ..
يا مصري بتكبر ..
ايدي ف ايدك و هو ايده فوق إيدنا ..
أدي الأدان أدن
الله اكبر ..
- و انفض مولد ابو الحصيره علي الخلا ..
هربوا كما العاده ..
و جولنا نوبه كمان ..
من تاني ف الغاره ..
شايلينه اهو التلمود ..
الضرب بيزيد ..
و احنا مش لاحقين ..
أدي الصاروخ توماهوك ..
داخل علي الخندق ..
الدنيا نور دلوقت أو ضلمه
عمينا مش شايفين ..
الضلمه بتعم المكان .
و مسحراتي عجوز ..
ده الفجر ح يشقشق ..
الله اكبر .. بتعلا
صوت الأدان ..
أخر كلام ..
سامعينه ف المشهد ..
- ما تصحوا يا نايمين
- الله اكبر ..
- ما تصحوا يا نايمين
- أشهد أن لا إله الإ الله ..
- ما تصحوا يا نايمين
- حي علي الجهاد ..
الله اكبر الله اكبر
لا إله إلا الله .
الأحد 4/8/2002
ساكرامنتو – كاليفورنيا
تعليق:
مسرحيه من لوحات
|