هناك في قريتي الحالمه
تحت فيء… ذاك الجدار
كان يجلس في الظل “ختيار”
أراه بعود يابس يخط الأرض
بالطول أحيانا وأحيانا بعرض
ويغني بصوته التعب المتقطع
موال يردده كثيرا بلا ملل
لست أنا الوحيد بلا وطن
ولست الوحيد بلا.. مرفأ
هويتي “كارت تموين” مخرم
وشهاداتي “كواشين” باليه
رغم سنين التيه و المحن
ورغم سنه الطاعن يقرأ
ان مع العسر يسرين
فيجد قلبه للبلاد أقرب
في كل يوم يغتاله الشوق
ويحرق قلبه أتون الشجن
علي ايقاع عكازه الذي يتكئ
عليه دائما يغني تاره حنين
وتاره أخري يتغني بمجد الأولين
قلت له يا”شيخ” صفلي بلادي
التي رحلت أنت منها وأبي
قال مياهها عين الصفاء
وسهولها كانت منتديللغناء
وروابيها هديه الله من السماء
ان قلت جنه فهي “عدن”
يفوح عبيرها مسك وعنبر
من ذا الذي يتقن وصفها
غير الطيور عند المغيب
وفي الصباح..الأبكر
مكتوبه حروفها بالضياء
ورجالها بشموخهم صافحوا العلياء
عكازي الذي أتكئ عليه
من فروع اشجارها الشماء
يدق قلبي مع نقلاته طربا
وأشم فيه رائحه الأنتصار
بلادنا لم يكن فيها تتار
لم يكن فيها الا الهنا والعمار
وفي يوم لم أجده جنب الجدار
سألتهم قالوا أسلم الروح للغفار
رحل الشيخ وما زال عكازه
يرثيه و يروي عنه الأخبار
عرفت عندها لماذا كان شيخنا
يكره الليل دوما ويعشق النهار
تحياتي
تعليق:
شيخ طاعن في السن تعود أن يجلس في فيء ذلك الجدار متكئا علي عكازه كأنه يسمعه موال في الحنين الي الوطن السليب ..