شعر : علي طه النوباني


مرُ من هنا
شعشع الأبيض من مركبته المسحوره
كان الربُٓ إلي جواره
ذهبñ يخرجٓ من ألقö الزجاج
زيتñ علي قماش
نقشñ علي جناح فراشه
كانْ يبتسم
جلدٓ المقاعدö الطريُه حوله
كان يبتسم
وأشعه الشمسö أيضا
كانت تبتسم
***
كان الرحيلٓ أشدُ تبكيتاً للضمير
وكانت الزهورٓ الجميلهٓ
مصنعاً للألم
***
ثمهْ شارعñ أخر
تموءٓ فيه الروح
مثل هيكلٰ قديم يضيق بالمسافه
يعجُٓ بالأغاني
وتفوح من نوافذه
أبخره العشق والنساء
***
الكاهنٓ المعتق
كانت لحيتهٓ مثل غيمه في غسق الغروب
أطلقْ الطيور من برجه المحدب
والتف مثل أفعي
وتدحرج فوق الجليد
أشار نحو الفراغ
ى "حاول أن تقلُöدْني"
حدُْقتٓ في قطني المبعثر
لم أكن واثقاً
ووجدتٓني ألوذ بالفرار
إلي شارعٰ أخر
***
رأيتٓ طفلاً في لفافه
يبولٓ علي قصه المجيء
كانْ الدخانٓ يصُاعدٓ في غابه البكاء والضحك
وكنتٓ جائعاً
فانتزعتٓ من حلقي صرهً من الغصُاتö والمراثي
رأيتٓ بينها ربهْ الجمال والسعاده
كانت ساقٓها الوحيدهٓ مثلْ مدخنهٰ شاحبه
فأغمضتٓ عيني
ولذتٓ بالفرار
إلي شارع أخر
***
رأيتهم معا
أحياءً وموتي
كانوا يجمعونْ الحجاره
يسكبونْ الكلامْ علي أشيائهم
فتبدو مضيئه
لكنها في أوُلö الظلام
تخلعٓ قناعها
ثم تغفو في النوافذ البليده
قالوا : تعال نزرع الكؤوس في مرافئ الرحيل
علُْىنا نتوهج مثل النجوم
لم أكن واثقاً
ولذتٓ بالفرار
إلي شارعٰ أخر
بلا حيز ولا شجر
قماشñ فر من زيته
والذي مرُْ من هناك      
من كوكبٰ أخر
كانْ يبتسم
***