من ديوان
أين نحن من بني البشر ¿
للشاعر
محمود علي الخلف
أمتي أبداً , ما استكانت ولن تستكين
لجبروت جبار , أبداً , ولن تلين
عين جالوت شاهده , والقادسيه وحطين
أبناءٓ أمتي , أسود في الوري , علي وجوههم هائمين
فهم - في بلاد الغرب - من بين كل البشر مميزين
ونسبتهم هي الأعلي من بين كل اللاجئين
لهم حضورهم , الكل يخشاهم , فهم بنظر عوام الناس مٓخْربين
فمنهم , من نوره الله بöسْمٔت ٰ علي الجبين
فْيٓنٔظْر إليه بأنه إمام الإرهابيين
ويٓضْيقٔ الخناق عليه , لكن هيهات , أبداً لا يستكين
فربما أودöع ْ في قفص ٰ كأنه ثعبان من الثعابين
لتعبث به صباح مساء أيادي الجلادين
وربما وضöع ْ تحت المجهر وتحت رقابه المخبرين
ومنهم من كساه الله بذلٰ , فهو للذل عضين
يقرع باب النوادي , فتفتح له الأبواب بكل لطف ولين
ويفوز بأجمل الجواري , من بين كل المتبارين
ويشرب نخبه , بكل نشوه , كأنه أسد في عرين
ويفاخر بإنفاق ماله بالألاف والملايين
في الكازينوهات والبارات علي المومسات والولدان المخنثين
فجٓلٓهم – رواد النوادي - ليسوا بöغöناه , معظمهم مفلسين
ويرمقونه حٓساده بنظرات , كلها حقد وكره دفين
فهم يخشون حضوره , فحضوره علي رقابهم أمضي من السكاكين
هذا حال أبناء أمتي في دول الغرب من بين المغتربين
أما حال قاده أمتي في ديارهم ,شيء يزهي الجبين
هم أخوه في وجه العدا , هم دوماñ متحدين
يداً واحده في وجه الاعادي , أبداً , لاتعبث بهم أيد العابثين
فهم علي درايه ٰ وفهم ٰ, ولööأ ساليب العدا هم عارفين
كيف لا ¿ وهم أساتذهٓ الحضاره , وللغير لها معلمين
فمنهم اقتبس العمٓ سام , طرق إعداد الجلادين
فبرعوا في اساليب التحقيق مع المسجونين
وزودوه بمهارات وخبرات ٰ , ترفع رأسنا وتنير منه الجبين
أما شباب وشابات أمتي في أوطانهم هم مساكين
فظروف الحياه معقده , وعن الزواج هم عازفين
وسوق العمل , أسدل ستائره في أوجه الباحثين
ومن أبدي تذمراً منهم , حلت عليه لعنه اللاعنين
وبلحظه تٓحٔدöقٓ به , أسٔوöرْهٓ كلاب السلاطين
وٓيزْجٓ به في زنزانه كالقبر , ولايكاد يبين
وينتابه تساؤل , هل ارتكبت أنا فعلاً او جرماً مشين ¿
ويجيب نفسه بعفويه , فقط قلت حسبي الله , يا رب فرج كرب المكروبين
قلت لاحول ولا قوه إلا بالله , فقط لأزداد إيماناً و يقين
بأن الأرزاق بيد خالقها ,فهو ربٓ العالمين
أيستدعي _ تحوللي _ هذا , أن أكون مكبلاً ومٓلقي في الزنازين
ويفرض علي برنامج تعذيب بلا رحمه , في اليوم والليله خال من اللين
جريمتي عباره لفظتها , بدون وعي , يارب فرج كرب المكروبين
ونسيت انني في عالم ٰ يعلم السرْ مهما كان عميق ودفين
وفي كٓربتي فمالي سوي ربي منقذ و مٓعöين
لكن مهما حصل معي , لن أٓبْدöلْ ولن أٓغير ْ, فأنا من المؤمنين
أنا مؤمن وكل أخواني المواطنين مؤمنين
مهما تنوعت أفرعنا, مسلمين ومسيحيين
عربأ واكرادً وسريانيين
فنحن من أصل واحد , نحن سوريين
مخلصين لوطننا , دوماً مخلصين
مهما حل بنا من عذاب وتنكيل
ومهما لحق بنا من قال وقيل
ومهما طال فراقنا للزيتون والتين والنخيل
ومهما طال السفرمن بلد الي بلد والعناء في الرحيل
ستشرق يوماً شمس الحريه , ويٓنسي البكاء والعويل
ويشرق مٓحيا أخي المواطن ويكلل بأجمل إكليل
بابتسامه فرح ٰ لغد مشرق ٰ كأنه وقت الأصيل
هذا ما وعöدنا به ,كمؤمنين , في محكم التنزيل
17-09-2009
|