من ديوان
أين نحن من بني البشر ¿
للشاعر
محمود علي الخلف
حدثني محدثي عن ايام زمان
كيف كان ينظر الي الاشياء بكل اتزان ¿
وكيف كان يراجع المرء نفسه , ويتأمل , قبل ان يطلق للسانه العنان
وكيف كان المرء , يقيم من خلال معارفه والخلان
وكيف كان المرء لا يرقد في فراشه, الا ان يريح الضمير والوجدان
يحاسب نفسه , اظلم احد ¿ من الرحم كان ام من الجيران ¿
في الحي في البلده في الفيافي في خارج الاوطان ¿
كيف كان المواطن يذعن للحق , بكل طيب وامتنان
مهما ترتب عليه, من تلقاء ذلك , ومهما كان
منطلقاء من نظره كلها خجلا وحياء , من الاقدام علي عمل , اغواه علي
ارتكابه الشيطان
ان كان فعلا يتعلق بشخصه , او في تعامله مع الاخرين , الامر فيه سيان
مستسلما دوما لقانون حياه ,محاسن الاخلاق فيه اهم الاركان
فالعدل بين الابناء واجب , امره لايحتاج الي توضيح وبيان
والصدق في الحديث , اهم مايزين اللسان
فالخطيب مهما كان بارعا , فحديثه ان لم يكن صادقا , لا يتجاوز الاذان
لكن اين مواطننا اليوم , مما هو عليه , ومما كان ¿
اميرا كان ام غفيرا , مالكا كان ام اجيرا , كهلا كان ام من الشبان
حاكما كان ام محكوما , ظالما كان ام مظلوما - رزق الله علي ايام زمان -
لاتعجب من بطش الغفير ورحمه السلطان ! ! !
لا تعجب فالويل كل الويل من بطش السجان ! ! !
لا تعجب يا صاحبي , فالامر بسيط , المصلحه الشخصيه, باتت واصبحت
سيده الاركان
ومحاسن الاخلاق طٓلöقْت طلاقا بائنا , وزينت بها الجدران
فالكلب وفيا لصاحبه , بهز الذيل , اشعارا منه لصاحبه , بجا هزيته لاي امر
وفيه اعلان بان الفريقين متساويان , الانسان والحيوان ,
ولما لا ¿ فالمصلحه لكل منهما , ان يكونا دوما مترافقان
يا صاحبي لا تبتئس , الانسان هو الانسان ,
والسفينه ماضيه , لكن الأمل بعد الله بالربان
(Edit)
|