من ديوان
عبد الله - ولدي في الذاكره - رحمه الله واسكنه جناته
للشاعر
محمود علي الخلف
طفل نشأ في يتم الحياه ,ومنذ ايامه الأولي كان مميز
مميز بعنفوان ولا عنفوان الرجال
كان من المستحيل ان يهدأ قبل تناول الحليب
كنت أضع أخيه في اليمينً واضعه في الشمال
وفي صباح باكر بعد صلاه فجر, وأمه مشغوله بالخبيز
حصل إرهاب وإرهاب كاد الشاب منه ان يشيب
ودعت جدته , دعوات , رباه لطفك ۔ أسمعت كل انسان لبيب
بعدها, انطوت أيام ۔ وقدر المولي علي هجر الأهل ,واصبحت في غربتي
وحيد
سته أشهر, كنت فيها, عن الأهل والولدين وامهما بعيد
وفي شهر الغربه السابع ,كان اللقاء, في عمان, بأمي وزوجتي والعقد
الفريد
خاطبني ولدي علي أبي ۔ أبي ۔ كنت أمعن النظر وبالتقبيل أجيب
ولدي عبد الله يقول عمو, أقول أنا لست عمو, يا من, لذكراه , ذاكرتي
كانت تغيب
أنا أباك , يا ولدي, يا حبي ۔ يا مهجه الفؤاد يا أغلي حبيب
منذ ذلك الحين , بدأت فصول حياه عائلتي في دنيا غريبه
ونشأ طفلي مع الأيام ۔ و معه نشأ شعوره , وازداد لهيبه
علي غربه حرمته, من ان يحيا, وينمو في بلده الرحيبه
تنقلت في الوطن الخيالي, شرقاً وغرباً وشمالاً وحتي جنوبه
في كل مكان كان يحصل معه فصول ,وفصول في حياته العجيبه
وبتوالي الأشهر والسنين , ينمو ويكبر عنده شعوره
شعور حيف , وقهر وصل الي حد الشك والريبه
بان الحياه لاترحم ۔ كما هوالسيد , لا يرحم من , من عبيده لا يجيبه .
كان دوماً, عزيزاً لا يقبل ذلاً ولا خضوع
شامخ الأنف ۔ رافع الرأس ۔ ودوداً بالأطفال ولوع
باسم الثغر ۔ دمثاً ۔ كيساً له جاذبيه
جميل المٓحيا, جسمه اكبر من عمره بست سنين
قوامه قوام الرجوله ۔ تنظر إليه, تراه ابن في العشرين
لكنه مازال في ريعان الطفوله ۔ أشهرñ قبل أربعه عشر ربيع
ماذا أقول لأعطيه حقه ۔ له قلب ولا ارحم
حنوناً ۔ حنوناً۔ محباً للصغار حتي الجنون
في سيرهو يتهادي بخطاه ,رافع الرأس , غاضاً طرف العيون
ماذا اذكر عن فتي يافع, في حياه صعبه , قد كبر
وكوته أيامها بلهيب ۔ ولا لهيب الجمر
ماذا أقول عنه ۔ وهو من كؤوس قسوه الحياه قد شرب
فتي كان يحمل الحلوي علي رأسه ۔ وينادي يا حلب
لم يسلم من أذي الأولاد ۔ ولا حتي الرجال
مع انه كان- في بيع الحلوي -يسعي من اجل إطعام العيال
ماذا أقول عن شبل ۔ حمل هم الحياه وقال
والدي هون عليك , نحن أصبحنا رجال
ونحن نعينك , ونحمل الاثقال
كان يقترح , ان نجري كالأخرين تجاره
مره ذهب وأخيه إلي الصلاه
أجبرا علي ان يدافعا , عن أنفسهما , وذنبهما انهما غرباء
جاءني , وهو مذبوحñ كفه اليمين ۔ قال والدي بسيطه
وأخوه فجت رأسه بالبلطه, حينها , الله لطف بي من الجلطه
طارت مخيلتي ,إلي أيام كنت اجلس معه في البسطه
واقول يا رب مٓنُْ بفضلك ۔والطف الهي في واخرجني من هذه الورطه
ماذا اذكر عن غربه فتت القلب ومزقته
وألقت أغلي الغوالي في النهر وأهلكته
وعن والديه واخوته ودنياه أبعدته
كنت انظر إليه دوماً كالرجال
وأقول سند ظهري, ولدي عبد الله , بطل الأبطال
وأفاخر بين أقراني بقولي, نعم طفل ولكن, ولا الرجال
قوامه من طيال الرجال ,وعضده وعضلاته ولا في الخيال
كنت أوصيهم -أولادي – إياكم أن تركنوا لخنوع , وتكونوا أنذال
إياكم , ان تتساهلوا بتحصيل حق ۔ فهذا ليس من شيم الأبطال
علي , عبد الله , محمد , أحمد انتم مجموعه لا تقبل الانفصال
انتم أخوه ۔۔ تواصوا دوماً بالمحبه والرحمه وحسن الخصال
يرمقني عبد الله بنظره مصحوبه ببسمه , معبره عما يجول في الخيال
ويصحبها بحركات , ما اروعها, تصدر بلا انفعال
متأنيا بحديث , واثق من حبي لما يٓقال
ويعلم أني, به معجب ۔ ويزداد باعجابي , ثقه ودلال
ويٓفاجأ بوصيتي ۔ أبنائي , لا تنسوا, إننا نعيش في دنيا الادغال
اذكر مره جاءني راكضاً فرحا۔ يقول ابتاه ,ها قد , وجدت عشرين دينار
نظرت إليه متأملا ۔ ولدي أصدقني القول وعلمني بالاخبار
أجابني بهدوء صدق۔ والدي , إنها محموله , تتهادي بهبوب الرياح
أتبعتها۔ أمسكت بها , ضميري بعد ذلك استراح
وأتيت ,اليك والدي , مسرعاً , وانا اررد نشيد
من فرحي وغبطتي, فانا بايجادها, جد سعيد
تأكد يا والدي , إن الهواء كان شديد
والشارع خال من الناس , إلا لمن, قضاءً لحاجته يريد
يا أبي ۔ هذه قسمه لنا من ربنا الحميد المجيد
|