من ديوان
عبد الله - ولدي في الذاكره - رحمه الله واسكنه جناته
للشاعر
محمود علي الخلف
أيها الغريق قد نلت الشهاده وأصبحت للأبرار صديق
فأنت والحمد لله مؤمن ,وإيمانك عتيق ۔ عتيق ۔ عتيق
منذ تفتحت عيناك علي الدنيا وأذناك ردُد عليهما أحلي نداء
ومن قبل كنت مفطورا علي دين الحنفاء
ومن ثم ترعرعت في كنف الإيمان صيف شتاء
لا تبالي كان حرöاً أم برداً فهو سواء , لنيل الثواب وحسن الثناء
حبيبي قد وصلتني من أخيك علي رساله
فصل فيها اخبار رحلتكم , من الاردن الي العراق بعجاله
أخبرني أخاك ,وأراحني وجعل نفسي رضيه
وأمدني بسنا طمأنينه , بأن نفسك كانت زكيه
وكانت تعمل جاهده لتكون لربها تقيه
فقد صليت الفجر مع الحضور جماعه
وقرأت سوره الكهف مع الاخرين سويه أملا بالشفاعه
وبعدها حضرت صلاه الجمعه والجماعه .
ثم انتقلت في مجموعه لتناول طعام الغداء .
كان قدر المولي, يخطو بك إلي حتفك خطوه خطوه .
مجرد الانتهاء من الغداء أسرعت بالخروج
وطلبت من الجميع الانتشار, قاصدين المروج
وصلت إلي مكان حتفك ۔ المكان الذي قدر الله فيه, لك , نيل الشهاده
أسرعت وعلي عجل بالتخلص من اللباس
وأخاك كان خائفاً, لا يدري , يحاول كتم الأنفاس
وخاطبك أخي, لا تسبح لقد انتابني الوسواس
أخي اسمع مني ۔ أطعني ۔ ولا تفرج علينا الناس
ولكن بادرته قائلاً, أنا في البيت لك مطيع
دعني هنا, أخذ حريتي , واسبح مع الجميع
وقدر الله يا ولدي , ذلك المنظر الفظيع
وافتقدك أخاك وبات ينحب كالطفل الرضيع
الحمد لله يا ولدي علي كل حال
لامناص من قدر الُله, فهو مقدر الأقدار
أسأل الله , أن يجعل سكناك في الجنه مع الأخيار
ويغدق عليك من رحمته , حيث في الجنه اللبن والعسل أنهار
ويجعل قبرك روضه من رياض الجنه وتكون محشوراً مع الأطهار
هذه إراده الله يا بني ,القادر الجبار
أنت السابق ونحن من خلفك , فهذه هي الأقدار
كلنا لابد أت يوماً الرحمن ۔ الرحيم ۔ الغفار
مناي من المولي أن لا يحرمني أجرك
وأن يمن علي بالهدي والتقي, ويأجرني علي فعلك
والله ثم الله , كنت علي أشد من الجمر شوقاً لأراك
لكن ما حيلتي, فما كنت قادراً علي أن أكون قريباً من سناك
|