ثلاثيه الهجره إلي الشمال:
لاكته المقاهي-لامبادوزا-اعتذارات جثث
* إلي شباب الجنوب الذي يفكر في الهجره شمالا ۔ فيحترق غرقا

أولها : الحلم :
لاكته المقاهي

لاكته المقاهي
حتي ملُتٔه
و ملُْتٔه كراسيها
و ملُها و ملُ ما فيها و من فيها
صباحات   أيامه   صارت
مثل   مساءاتها
و حاضر أيامه صار مثل ماضيها
حتُي   الشوارع
و أزقُه الحيُ
التي جرت   فيها طفولته
ضاقت به
حتُي الوجوه التي
كم بشُت له
أحسُ كأنها ۔ ۔ تنكره ۔
تصفعه لما تصافحه
تزدريه   ۔ ... و يزدريها
و في كل يوم يسأل   الأمل
ما العمل بلا عمل¿ٰ
و شهادات تخرُجه ۔۔
كم من سنين العمر أنفق فيها
لما كان نجيبا   في دراسته
و كان وفياُ و كان   وجيها
قد كسدت   سوقه   قبل انتصابها
و بضاعته لا من يناديها
و ما العمل بلا عمل ۔۔۔ و لا مال ¿
ما العمل   بلا   أمل۔۔۔ ما العمل ¿
وقرر أن يكسر الأصفاد   والأغلال
و أن يركب الىتىىُيىىهْ
أن يركب الموج نحو الشمال
هناك لا حدُ و لا قيد
هناك لا خوف لا خجل
هناك لن يكون الزمان
كئيبا و لا   كريهاْ
هناك هناك و ما أدراك
لن تجد لما هناك
ندُاً هاهنا
و لن تجد   له قريبا و لا شبيها
و مضي و الأحلام تسبقىه
علي ظهر لوح مضي۔۔۔۔
و أفاق علي الأمواج
ترميه إلي البرُö۔۔۔۔
و خيوط الشمس۔۔۔ تمسح عنه
ذنوبا ۔۔ كان ٓيخفىيها
أه يا خيوط العنكبوت
يا سرابا جري بين عينيه
يا حلما ۔۔ تمنُي لو مات عليه
أه يا أملا كاذبا
يا صöدٔقًا سفöىيىهًا


ثانيها: الأمل :
لامبادوزا
هي جزيره   تتبع الشمال لا تبعد عن الجنوب ۔ إلا بضع الأميال بألامها
.........
ركبنا البحر
ركوب الموت
حتي و طأناك
يا لامبادوزا
لسنا نريد فيك
روابيك ۔ و لا الدرُ
إن كان فيك
و لا الشطأن ۔ و لا   الفيروزْ
هدُنا   ما لقينا في الترحال
ألف مرُه۔ متنا
و رمتنا الأهوال ۔إلي الأهوال
و أنت۔ كلما اقتربنا ابتعدت   ۔
يا   موطئ قدم
الحالمين بالشمال
المتعبين   الهاربين من سوء المأل
نري فيك أمانينا ۔ يراقصها الأسي
نري   السراب   في عينيك
نري الأفق المرتعش المهزوزاْ
لا نريد منك إلا أن تتركينا نمضي
نحن النوارس المهاجره إلي الشمال
ما نريد إلا أن نكون۔
كما نريد ۔لا كما يريدون
كم حلمنا بك ۔و كم طال بٓعٔدٓك
لكنُا جئناك ۔ نريدٓ ما بْعٔدك
قد تركنا خلفنا
وطنا جميلا و أهلا كراما
قد تركنا أبا شيخا ۔و أما عجوزا
أتيناك علي صهوه الموت
يا لامبادوزا
لمُا وطأناك يا واطئه
وٓلدنا مره أخري
البحر أمنا الأخري
و الليل و الخوف
و الزمان المرُ   يزرع فينا
الخفاء و الجفاء
و نزرع فيه   البروز
أأأأه لو تدرين ۔ ياااااااا لامبادوزا
كم مللنا الانتظار في الطوابير
و مللنا كلام الخبير
و كلام الوزير
و مللنا   التوجيهاتö
و مللنا الذهاب
في كل الاتجاهات
و طرقنا كل أبواب الحياه
ننشد النجاح و الفوز
قد مللنا يا لامبادوزا
و سئمنا أن نكون جماهير
تصفُق للغلمان و للقيان
و كرهنا أن نكون مطايا
و أن نكون شهود زور
علي الأمر و الأمر و الأمور
و أن نكون أسماء ۔في الخانات
و أرقاما ۔۔في الدفاتر ۔و رموزاْ
و جئناك يا لامبادوزا
مترعين بالذي فينا
قد عيينا ۔۔ قد عيينا
لسنا قراصنه و لا مجرمين
أخذ البحر منُا ۔ أحبُاء
حال الموج بيننا فكانوا   مغرقين
ليتنا متنا كما ماتوا
ليتنا ما حيينا ۔
ليتنا ما غادرنا أراضينا و ما أتيناك
يا جزيره   خاويه الشباك
يا حافيه لا نري لك ۔   ذهبا
و لا كنوزا
بٓعدا لك يا لامبادوزا
بٓعدا لك يا لامبادوزا
*/*/*/*/*/*/*/*/*
ثالثها: الألم :
اعتذارات جثث
لفظهم البحر جثثا بالمئات ۔ و جاء خبرهم علي استحياء ۔۔۔ذنبهم الحلم بالعيش ۔۔۔
نعتذر   لسادتنا ۔ نعتذر
و نحن بين ماء و ماء
يزفُنا الموج إلي الموت
نغوص و نطفو
و نحن نحتظر
و ضفُتكم ترفضنا
و ضفتنا تلفضنا
و الأحزان و الأسلاك تنتظرٓ
نعتذرٓ نعتذر   نعتذر
يسوقنا إلي بحركم أمل
أن نعبر إلي بركم
مثلما غيرنا عبروا
لا ذنب لنا في الحلم
۔ في النظر إلي مراياكم۔
ركبنا البحر ۔ يسوقنا إليكم القدر
و البحر يرسم لنا غدنا
و يختبئ   في لجُه الأمل
و يختبئ الألم
و يختبئ في موجه الموت
و الموت دائما ينتصر
نعتذرٓ۔ نعتذرٓ
ما كان لنا أن نهجر أحضان
أهلنا الدافئه
ما كان لنا¿¿¿¿
لكن ما كان لنا من   مكان   هناك
و لا كانت لنا قيمه
و لا كان لنا   قدٔرٓ
نعتذر   نعتذر   نعتذر
طالت بطالتنا
لامنا الأهل
و   مجنا۔ مكتب التشغيل
و   لاكنا مقهي حينا القذر
نعتذر ٓ نعتذر   نعتذر
سهرنا في دراستنا
و سهرنا علي نزاهتنا
و سهرنا   نكتب مطالب للعمل
و انتظرنا و انتظرنا و   ما زلنا ننتظر
نعتذر نعتذر   نعتذر
ساء حالنا ۔ و مضي بنا العمر
و الحاجه   أنشبت فينا نابها
و أحفت نابنا
و سهرنا يغيبنا الخمر عن الأمر
و سهرنا نقتل الوقت و يقتلنا
و سهرنا حتي ملُنا السهر
نعتذر نعتذر نعتذر
يا سيداتي أنساتي سادتي
في الشمال
نعرف أنه ما عندكم فرقٓ
في أن نموت في البرُ أو في البحر
في الصحاري لأو في الجبال
ولو كان موتنا سرا
ما   تباكت علينا
عيونكم الخضرٓ
و لا مسكم أسي و لا   أسف
و لا غاضكم الأمر
نعتىىتذر نعتذر نعتذر
ما تأمرنا   بالموت علي شطأنكم
و لا   تواعدنا علي المغرق   في بحركم
و لا قصدنا أن يذاع علي شاشاتكم
ذلك الخبرٓ
نعتذر نعتذر نعتذر
ما كنا نقصد أن نجعلكم تتألمون
و أن يصيبكم من أجلنا   قلق
و لا ضجرٓ
نعتذر نعتذر   نعتذر
لكن نرجوكم
خذوا الجثث بعيدا و خبُئوها عن أهلنا
هل يوجد مكان لدفنها
هل يوجد عندكم   قبرٓ
قولوا لأهلنا : نعتذر نعتذر نعتذر
صلوا علينا جثثا ۔   أو لا تصلوا
لا فرق بعد الموت أن تضمنا قبور
أو تضمنا حفرٓ
نعتذر نعتذر   نعتذر
لا ذنب لنا في موتنا غرقا
لا ذنب لنا في ما فعلنا
فأنتم السبب أنتم السبب أنتم السبب
و أنتم الذنب الذي لا يٓغتفرٓ
نعتذر نعتذر نعتذر
مصُ ملح البحر رحيق الزهر فينا
نعتذر
صرنا الأن   جثثا شاحبات  
بعضها ردها الموج
و بعضها في الأعماق
شدُها   الصُخر
نعتذر
ما تبقُي منا سوي بقايانا
جثث   طفت
و الجثث ۔ لا تعرف كيف   تعتذرٓ ¿