سقـــا الله أرضــكِ يا بلادي وأكرمك دون البــــلاد كُلهـــا ما أروعـــــك أنــتِ المنـــارة في العلــوم ومهـدهـا فتعلّمــت كـل الـدُّنـا من أبجــــدك مــرت عليــكِ شتـى العصـور كـأنك أمٌ لهــا تُسقيهـــا طــيب مـراضعك فترعرعت الحضارات القديمة ها هنا بــين الأشـــم والسهــول وأبحــرك هـذي المغـــارات العتيقــة شـاهــداً تحكي عصـــوراً مـاضيـات تُخلــدك أمـا الكهــــوف فــرددت أغــوارهــا قصــة جهــاد السـابقـين تُمجـــدك الله أكبر يا بلاد الخالديـن تـــوردت كـل البقــاع وتخضــبت من أزهــرك هُـزمـتِ جيــوش الغـادرين ودمـّــرتِ فــوق الصحـارى وفي الجبـال وأربعك وتبـــدد حُلــــم الغـــزاة لمّـــا رأى شعــب يُقــاتـــل رافضـاً أن يُسْلمـك حتى بـدت شمـس الأصيـل بنــورهـا في يــوم غـــرِّ بالـرخـــاء تبشّـرك وتـزينـــت أرضــكِ وروداً ودفلــــة ونمــت جـــداول يـاسمـين تُعطـرك جــاء العقيــد يـا لطــيب قــدومـه لــولا القـــدوم مــا صبــاح أصبحك جــاء العقيــد وقـد وهبـكِ حيـاتـه قطـع العهــود أن ينـــير أظلمــــك رفـــض التنعــم والبهـــارج عـازمـاً يــأخذ بثأرك من الطغـاة وينصــرك الحــاقــدون لا يــرون فضـــالـــه والمخلصـــين قـالــوا جــدّا أكرمـك وأنــا أراه قـــد سمـــا بعطـــــاءه حتى كــأنـــه بالعطــاء أخجــــلك تــربــت يــداه يــوم أعلــن ثــورة هـدّت عــروش المفسـدين وعظّمـك