باعوك يا وطني برخص التراب
وشيدوا فوق ثراك موطناً للأغراب
فذاك بن صهيون قد أتانا
من حيث قد جاء وخاب
وأقام للغرب مملكه فيها
الأشرار وفيها من كل الدواب
كم من نبي قتلوا وكم
من أسير وشهيد من الأحباب
فلسطين يا موطن العاشقين
ويا قبله الحريه وأحلام الشباب
ويا ارض العابدين والمصلين
والقائمين في المساجد والقباب
كم غدوت علي مر السنين
ملجأ للقادمين نحو الرحاب
كل الهموم لأجلك تنجلي
وينحني لطهرك الأعداء والأصحاب
تمر بنا الأيام نمضي
نرتشف لنخبك الكأس والشراب
نعد ساعات الرجوع ثانيه
إلي وطن فيه السؤال والجواب
فيه الراكعين والساجدين والمرابطين
علي الثغور والأبواب
مسري النبي محمد أولي القبلتين
ومهد المسيح والخليل والمحراب
جنه الله علي أرضه
وبطولات السابقين من الأعراب
أيها الماضي نحو بلادي
بين جدارين صمت وعذاب
وقهر المعذبين في الأرض
وظلم الصامتين عليه عتاب
فحائط البراق أضحي مبكي
وباب العامود لا يعود الا بالحراب
والمسجد الأقصي كيف ينسي
والأرض والشجر والسهول والهضاب
صلاح الدين وحطين تشهد
في سجل الفاتحين الخطاب
وعروبه الأرض والدم تسكنها
تجعلها حقيقه لا سراب
يا صخره تبكي الديار
ويا مأوانا في يوم الحساب
لا حياه لشعب دون أرضه
يحيا بعز أو يمت في اغتراب
نصر يؤرخه كل المجاهدين
ويسجله القلم وهذا الكتاب
كل الشعوب لها وطن سوي
بلادي لها الله الخالق الوهاب
والبيرق الفلسطيني يرفرف عالياً
وتنحني لأجله الأنفس في اقتراب
يا قدس يا قبه الإسلام
ويا مهد السلام والألباب
نبكيك وفي قلوبنا الم
واشتياق إلي لقاء بعد غياب
يمن الله سماءك وهواءك لنا
وأظلك بعرش من فوق السحاب
