(1)
أشعلت ( سيجاره ) الأسفار
كانت الطرقات حيري
وعيناها جمرتان في دوائر الجليد
تكسوهما الدموع البارده
وغثيان الدخان
(2)
كانت أخشاب البحر المبتله
تحكي وجه صبي خافت
أطفأه الخبز السري
والماء المنفي عن الفقراء
(3)
تتعارك الكلاب الجشعه
علي عظمه بألوان الزيت
والريشه ينهشها الجوع
في كبد الرسام
(4)
البارجه أفحمتني العصافير بسؤال صغير
لماذا لا ينمو القمح علي ( الإسفلت )
وتنمو الدماء والصخور ..¿
(5)
في عواصم الظلام كان لي أصدقاء
كاشفتني الحمائم عن ريشها الأحمر
في الزمن القاني ۔
وجاذبتني الغصون
غرام الحديث ۔ أغرتٔ بالبقاء
تحشرج وجهي في الشجن ۔ لو كان لي وطن ..!
لكنني أحببتكم .. فعشت خارج الزمن
فليتكم وطن .
(6)
في قسوه الخطوات ينزل وجه أمي المضيء
وفي عتمه المسار
فأقطف وحشه الدروب شهداً .
من أنس عينيها
وأثني عباب الخوف ۔ والموج أليف
تحت أقدامها ... يصيب القلب بره
شيئاً من وفاء ..
((هامش ))
أشعلت سيجاره الأسفار
أفسدتني العيون البليده
وحدثتني أخشاب البحر القاتم
عن استيطان الجهل بألوان الرسام حتي الفقر
وعن فلسفه العصافير علي(أسلاك )الكهرباء القارسه
ما أحوجني إلي
جداول الحنان في عين أمي
وحدائق قلبها الرءوم
في عواصم القهر وسْفْرْ الأوطان