قصائد الغياب
مجموعة شعرية تأليف محفوظ فرج
وزارة الثقافة والإعلام / دائرة الإعلام / الرقابة / المسودات
رقم الإجازة / 310
تاريخها / 28 / 6 /1999
نافذة من تاريخ /5 /7 / 1999
فجاج الزوال
كيف لي يا حجارة أن أتكهن
أسرارك الأبدية
والتوسط ضدان
تنبت في جوف موقيهما
زهرة طحلبية
يغتلي المتوسط أو يبتلي
ففناؤك رحب
وفي كل طارقة من فجاج الزوال
هتوف تواصل أسلاكها
بالعروق الخفية
كيف لي إن أقمارك السندسية
في فلك مستقل
أيا نبتة الموج في خيمة ( لأم سعد )
الطريق عيون الصغار
والبساتين من صور الشعر زيتونه تصطلي
لأن التغني تمني 00 ولي حجر لا يغني
ولي في المداخل حنجرة صاغية
وسمع تقاصر عن جرسه
الرؤية القاسية
وعيد
الوعيد تمطى
وكانت فواصله رق جارية
وحطام الكؤوس
الرحاب القصية
رحاب قريبة
ومزرعة للنظر
حماها القصي المطاول
وما وعدتك الغوادي
ستمسكه عنك أيقونة
في زوايا الحرم
ستمسكه فأرة تحت صندوق
بعض الخدم
برقك المتناهي على بعد مليون عام
استحال بإبرة ماكنة
حزاماً لخصر الرشيقة
بنت الإمام
ولو أنك الآن صمت جديد
وفي مركباتك تختار زهر النجوم
لأشعلت مستودعات الحروف
ولم تبقها في البراميل
حوار مع (العلاف)
ماكان لنا أن نختار قياسات النخلة
في ضوء الموجود
ما كان لأمزجة الألوان الفعل
على سطح نسيج الروح
ما كان لأوردة الجاحظ
أو أعصاب المتنبي
أن تدرأ عنا أسئلة ألنا عور
كان لنا لغة نترتب في داخلها
جملا من موسيقى يدفعها الماء
يستقبلها حجر سمك مسعور
كان لنا خيط من أحلام
تأكلها الأيام
يا علاّف
قل لي من أين يجيء النور
كيف تكون القدرة
تحت ظلال التصوير
قصائد
1ـ أعقاب
نعود إلى الإمّحاء
نعود بلا لغة
أو رداء
قبيل نهايتنا
فالفناء بقاء
الوقار الذي نتقمصه
سبّة أورثتها المعاول
2ـ أفواه
بُحَّ صوت البراءةِ
يا للفجيعة
من يوقد النار
تحت الحجر
ومن يتحمل هذا اليباس
العصافير تبحث عن جثة
أغفلتها المزا بل
3ـ حصان
الوداد الذي بيننا
لا تناسبه لغة
فالعيون
هي أولى به
4ـ هوان
الحقيقة مقروءة
في الفناجين
في الدخان
وفي لعبة الطفل
في المدرسة
في نوادي البغاء
وحين تحاول إغواءها
تتمنع من فرق
لا يهون
5ـ تصحيح
وحين تجوس
حدود التوهج
توهج
فضؤك
مفتاح باب الدخول
6ـ أجيال
الغبار استلذ نعومة المساء
فاستفز المسامع والبصر
ولكن الرائحة
تسللت عبر المسامات
كلما تراكم الغبار
7ـ فراق
غابوا فخلف هجرهم كمدا
وتنـكروا فتناثـروا بددا
واشتاق قلبي وهج طلعتهم
يا من يلمّـهمُ لمن فـقدا
الغائبون الحاضـرون إذن
وهمٌ دجى في صمتنا أبدا
* قصائد ألقيت في الحفل التكريمي الذي أقامه أدباء سامراء للقاص
فرج ياسين بمناسبة صدور مجموعته القصصية (واجهات براقة) وعنوانات القصائد مأخوذة من (واجهات براقة)
جارتي
جارتي المستعارة بالقلم الأجنبي
بالقميص الشتائي
والبارق المفتعل
تتماوج في كل حالاتها
بالكلام
وبالمشي والنظرات
تتمثل للناظرين غلافا جميلا
جارتي اللغة الفاترة
تذوب أنفاسها في المرايا
وتحجب عن ذاتها
ألماً يتفاقم بين الزوايا
غياب
مغيبها
وقفة الزمانِ
وصيحة الشوق
والأماني
فراغ كل الرؤى
ومعنى
لاحب فيه
ولا أغاني
فكيف أُبدي صبراً
وأبدو
بلا اكتراثٍ
لما أعاني
فأنت عندي سماء وجدي
وحسرة الوصل
والتداني
هلاّ أعدتِ إليّ ذكرى
جادت بها
رقة المعاني
الطابعة
الكاتبة: أيها الورق المتراكم
تحت يدي
أيها الفرق المتفاقم
فوق رؤوس الأصابع
حتى عنان العيون
تزول المعالم
وتبقى يديَّ تدوس
تشب صغار الحروف
فتكسر طوقي
الأصابع: يراوح بين الحروف وصوتك
يجازف في ضرب كل المعاني
فيكبحها فوق طرس صقيل
يراوح بيني وبين العيون
ورق: بعد أن أنزلوني
إلى دائرة
حفروا بالدبابيس جلدي
لطخوا عفتي بالمداد
ألبسوني ثياباً
لفاتنة ماكرة
الحروف: أنتما أنتما
تنثراني 000 تجمعاني
تجوران حين أمانع
أن أتقوقع في غرف تتجاهر
في مسخ كل حدود مكاني
ولكنني لم أزل لا أقول
سوى ما تريدان
إلى أن تشاء المخارج
إذ ذاك ألبس
في كل حرية طليساني
الورق: كم تمنيت أن لا تكونوا
وتبقى مساحات روحي ملكي
وأختار أحبابها والسطور
من صميمي
كم تجرعت لغواً
ولغواً وما ضقت ذرعا
بعين تجود لرؤية وجهي
دمعا
وها أناذا أتقبل كل الأعاصير
تأخذني وتجيء
وأدور على المائدة
فتمتد نحو خدودي الأكف
تبالغ صفعا
الأصابع :وها أناذا دون أتقبل شرّا
تروني أساق
وأنكب فوق الحروف
الحروف : أجل 00لم يكن باستطاعتنا
أن نواجه
تولى رعايتنا زمن غير نابه
على البؤس نمنا
ويعلك فينا المخاتل والمتواني
فساء بنا الزمن
المتشابه
الكاتبة: لكم ما تشاءون
لكم ما تشاءون
مباح لكم خرق وجهي
مباح لكم صوب صدري
كل السهام
لأنكم تعرفوني
ولأن مفاتيح طابعتي لا تدور
على ما أريد
فأولى بكم تكرهوني
الحروف:على الكره كان التلاقي
على الدم يجري بكل المآقي
على ألسن بدلت نطقها
بالرصاص
الورق: زر عوني وغازلني الماء
حتى ترعرعت منبهراً
لغناء السواقي
ولمّا تبلغت في لغة الحب
جفت مآقي
وبعد يباسٍ هم قطعوني
ميتا جئت والموت غايتهم
بعد زهوي 00فلا تظلموني
الحروف: لغة لا تبيد
تدق على النار مطرقة من حديد
شفة تتشقق ضامئة من عيون رقيبة
وألسنة تتقطع
لغة تتخبط ميتة
في ثياب قشيبة
تدور إلى الحرف كل الدوائر
الأصابع: أتذكر بعض الأغاني التي فارقت
وهي مبلولة بالسؤال
أتذكر حتى الثواني التي عُلّقت
وهي حافلة بالمعاني
الورق: أيهذي الحروف الأكيلة فوقي
أنت ما عدت رسما ولا هيكلا نخراً
نترسم منه خطانا
أنت ما عدت مرآة هذي الوجوه
تعمقت في بث أبنائك القانطين
السقوط وكنت تشقين حتى حدود المحال
الحروف:أتسمعهم يملئون الفضا بالأغاني
أتسمع كيف تساق
إلى حتفها كل هذي الأغاني
إنهم يوقدون المشاعل
كلما صفقت في الصدور القنابل
ينبذون السكينة
يكرهون الأيادي الأمينة
ويقولون خيرا
ولا خير ما دام صوت الرصاص يدوي
بأشجارها
فتموت البلابل