لمي جراح الأسي والحب مغروسا
يا زهره ضاع فيها العطر مأنوسا
تختال والبحر ألحان ملونه
يحكي زمانا لها بالنور مقبوسا
وفي الضفاف خيالات مجنحه
تحفها بدلال ظل مهموسا
طليقه وضفاف السهل ملعبها
تسبي النهي في تناه كان مكدوسا
ثيابها بمداد البحر طرزه
منزه ببديع الخلق قدوسا
ألقي بها بجنان ثم ألهمها
سحرا له ذو الحجي قد صار ممسوسا
حوريه البحر ياصمتا به نطقت
مفاتن صار فيها الحسن مركوسا
ما أنت إلا بهاء لف قافيتي
بجامح الوجد والتبريح محسوسا
إذ ضعت والدرب منفي قد تخطفني
معطلا عن أغاني الشوق محبوسا
حتي خطرت عروسا من تمنعها
تعلم البحر رسم القد متروسا
مليحه ومحياها به خفر
اذا تمشت تري العشاق كردوسا
يا لجه البحر رفقا إن مرمرها
في حره قد حكي في الوخز دبوسا
ها أنت معشوقه هام الربيع بها
وصانها من يباس كان منحوسا
تغفين في ساحل بالمجد منتظم
تناغم الموج فيه كان مدروسا
وتستفيقين في طيب منعمه
قد ضاع بين ثنايا الصدر مدسوسا
لما تراخي شراعي فيك منبهرا
كان الجمال هنا للشعر قاموسا
فقلت أنت التي قطعت أوردتي
من أجلها فتنه للمبتغي سوسا
أهلوك تاريخ عشق كلهم أدب
تزينه عفه الأجداد ملبوسا
تيهي علي الجبل الزاهي كغانيه
يهابها البحر إذ يرتد معكوسا
فأنت حسبك إغراء لمطلع
وان هوي بجبال الشوق منكوسا
شباب حسنك هذا خالد أبدا
يبقي بعين اله الخلق محروسا
يا غره بفم الوادي ملجلجه
أضحت لذاكره التاريخ ناقوسا
وديعه والتفاني من شمائلها
للخير إن زرتها قد زرت فردوسا
تري النسيم عليلا في مرابعها
تري ثراها بماء التبر مغطوسا
كنوزها لم تزل مدفونه دررا
يبيحها حور العنين فانوسا
قم غنها يا ابن سامراء في شجن
وغن دجله فنا كان مطموسا
وقل لها ان سوسا في معالمها
كالجعفري شموخا فيك مغموسا
إن كان منك صلاح الدين منطلقا
للقدس في رايه التحرير ناموسا
فها هنا عمر المختار ممتشقا
سيف التحدي لحق كان مبخوسا
ابصر بها ثم أسمع إن سائحها
إن زار أثارها قد بات مهووسا
وطوقته أفانين مزخرفه
اذا رأي قاعها بالسحر مكبوسا
لولاك كاظم لم يجر البسيط جوي
اذ روح بغداد يبدو فيك ملموسا
أهدي تحيه مشتاق لمعهدها
ففي مغانيه أستاذه (عيسي)
صلي الإله علي الهادي وعترته
خير الأنام ونور ظل قدموسا