للشاعر
وسام فوزي سالم
سكتت دواوين الشعر
وكف الشعراء عن الكتابه
طٓويت صحفñ ملؤها الدماء
والإذاعات تبث الاكتئابا
والجماجم فاغره الأفواه
تسأل السماء عن فعلها
أهو جريمهñ, أم عقابñ
ما ذنبي ..
وأنا الذي من رحمه ولدت الحضارات
وأورثت الإنسانْ الكتابا
كنت لقوانين الدنيا أبا
واليوم أصبحت لذابحيها محرابا
في الأمس تسلقت السماء جنائني
واليوم تعيث بي وحوش الأرض دمارا وخرابا
تحزب أعداء الحياه في ذبحي فرقا
وفرقوا بيت أهلي مللا وأحزابا
أجرمتم بروعه التاريخ
وروعتم التاريخ بجرمكم
وسيجزيكم التاريخ شرُْ ثوابا
خاب زرعكم ما سقيتموه دما
بل ستحصدون ما زرعتم۔ يوم كشف حسابا
فلتسلم داري۔ وقلبها يحمل دار السلام لقبا
وقلعه الأسود وأجملها ألقابا
ذهب الزمان۔ لك الخلود ولغيرك ذهابا
***
يا أبناء جلدي, لي فيكم أكثر من عتابٰ
متي اتخذتم من أخوتكم أعداء
ومن أعدائكم أصحابا
يا من جبتم الأرض شرقا ومغربا
أوجدتم مثل أرضي أرضا
أو مثل أعنابي أعنابا
ستعانقون۔ مثلكم مثل الرافدين
يتقاربان بعد ابتعادٰ
ليتعانقا بعد اقترابٰ
أغفلتم كم تسللت الأمجاد أبوابي
تاره جيئهً۔ وأخري ذهابا
وهي۔ وإن طال غيابها
لا بد أن تطرق يوما الأبوابا
لا بد أن تطرق يوما الأبوابا
***
أنا العراق
وهل في الدنيا غيري عراق
أنا التاريخ
وأنا الذي أرسم له سياقا
أنا الغد
ولن يكون غدي إلا براقا
سل النخيل عني
سيجيبك سعفه والأوراق
سل الميدان عني
سيجيبك الأعداء قبل الرفاق
***
سيوفي الزمان لي عنده دين
وسيكون لي معه سباق
سيرحل الحزن
وسأوقع معه طلاقا
وسأعقد علي الفرحö قراني
فقد أوفيته من دمي
أكرم صداقا
وسيرجع أهلي
ويحضرون عرسي
ويشبعونني عناقا
***
لا يعلم الإنسان معني الذكري
إلا من فقد رفاقا
ولا يعلم الإنسان معني الود
إلا بعد شقاقٔ
ولا يعلم الإنسان معني الاشتياق
إلا بعد فراق
ولا يعشق الإنسان وطنا
إلا من كان وطنه عراقا
|