لا تنوح علي قبري
ولا تذرف الدمع علي عمري
فلقد عشقت منذ أمد تقبيل الأشعار
حينما حاصرني الزمان و موج البحر
وأنا في التابوت أعانق الجرار
وحيدا أصارع زمنا لغته الموج و الإعصار
احمل معي جرارا و قلبا مجمرا بلهب النير
هاربا من قبضه الشؤم وسواد الأبصار
من ظلام يريد أن يطفئ الأنوار
ويقذف بالحناجر في متاهات القبور
ويلقي بالحروف والكلمات علي النار
ليموت الشعر وكذا الأيات بعد انصهار الجرار
وإبليس خليفه أدم في البر والبحر
يزرع الأرض نسله رافعا رايه الانتصار
وأبناء أدم يهلكون في جوف النار
فأخذت الجرار لاذا بالفرار
لاذا من الوضع الخطير و الحقير
وأنا بالجرار افربها إلي البحر
اركب السفينه بحثا عن البر
ليحتضن فيها أمانه العصر
كنت علي موعد مع القدر
انتظر القضاء وشفتي تعانق الجرار
اهمس في ثنايا روحها الصبر
كان عزائي دعاء هو أيه صبر
تذكرت حينها موسي وعصي السحر
ونوحا والطوفان والسفينه في البحر
وكل الكائنات تصلي دعاء معانقه البر
و كأني معهم في السفينه أواجه نفس المصير
وكأنهم معي بصوت الغائب المستحضر
يوصونني بحفظ ا لجراروا لرأ فه بالقوا رير
وا لمحافظه عل علوم التنزيل وا لتأويل وا لتفسير
من كل محاولات ا لتشكيك وا لتزويرتغيرا للقدر
وكأن ا لوحي يتنزل علي بيسر ليستقر في ا لجرا ر
وتأكدت و ازداد يقيني أ ن ا لجره هي أ مانه ا لعصر
احمل بداخلها بذورا و روحا من المطر
وعشقا معبقا بجنون رائحه الأزهار
ابحث عن الرمل الذي يتهرب مني كالعطر
لأزرع في كل حبه رمل نورا
وأسقيه بماء الرذاذ في ليالي البدر
حيث تخلو النفوس بالأشواق عن الأبصار
لتمتزج الأرواح مع ليله القدر
لتخلق من الأرحام حناجر