عصبٓ البيت شعر/السيد جلال ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى دْجöنْ الليلٓ......... وحادöي الأيامö يٓغْنُöي: قلبي يتحسُْسٓ في الطرقاتö مواضعْ أقدامك يا أمٔ رغم وجودö البئرö ورغم الماء الباردº لكنٔ يبدو كالمالحö لا يرويني صرتٓ الأن لطيمْا تٓبكيني الحرقهٓ والذكري واليتمٔ لا صدرْ الأن ورائي لا حضنٔ موعودñ منذ نعومهö أظفاري أنٔ أٓجلدْ أنٔ أٓحرمْ أنٔ يطحنني الغمٔ ويبعثرني فوق مياهٰ جاريهٰ باليمٔ اشتقتٓ لصوتكö حتي لسعالöك في وسط الدارö مليئاً بالألام وضغط الدمٔ اشتقتٓ لبعض الشاي الساخنö أشربهٓ الأن علي نار الأيامö ورائحهö الذكري اشتقت لأيامٰ كانت لا تعجبني صارت في ذاكرتي إلهاماً ونغمٔ وغداً يسألني ولدي"طه" عنكö وهو المولود حديثا ساعتها ............................لم يركö لا يعرفٓ أنكö رغم عضال الداء أتيتö في رحله سفرٰ مجهدهٰ كي تضعيهö في أحضانكö .........................ترقيهö بالحب المتدفق من عينيكö ولسوفْ أقول لهٓ: إنُْكْ أخرٓ أٓمنيهٰ حققها اللهٓ لها حيث رأتٔكْ قٓبيل الموت بأيامٰ ثم أتانا محزوناً رمضانٓ يدقُٓ علينا البابٔ جاء يٓعزُöينا۔ ويلملمٓ شملْ الإخوهö والأحبابٔ دخل الدارْ۔ ودارْ يقلبٓ كفيهö: كيف بدونكö صارْ الأهلٓ جميعا ًأغرابٔ لمٔ يتبقُْ لنا إلاُْ ما يحملٓ كلُٓ منا في ذاكرتهٔ وقليلñ من صورٰ ساكنهٰ رغم الحبُö النابضö فيها لا تحملٓ إحداهنُْ ملامحْكö السمحهْ..۔ أو فرحهْ قلبكö في ثوبö عرؤسٰ أٓمُöي ليس لها أفراحñ إلاُْ معنا ولذا أبت الدنيا أن تجمعْنا...... وكعادهö منٔ يشغلهم قصر العمرö وأنُْ اللحظهْ لن تتكررْ ثانيهً لمٔ أتركٔ ثانيهْ......... سجُلتٓ كثيراً من لحظاتö الفرحٰ بألهٰ تصويرٰ ولأنُْ الألهْ لا تنظرٓ للخلفö فلمٔ ترنö.......... وكأنُöي مخرجٓ عرضٰ لا يدركٓ كيف تسيرٓ فصولٓ روايتهö أو ماذا في أعماقö الأشخاصö۔ وينوونْ بكلُö العزمö السعٔيْ إليهٔ لا يعرف شيئاً عمُْا خبُْأهٓ أخرٓ فصلٰ من أحداثٔ يجلسٓ كعادتهö ينتظرٓ الصدمهْ بين الجمهورٔ ......................... دْجöنْ الليلٓ وحادي الأيام يغني: حاولتٓ كثيرا يا أٓمي أنٔ أجمعْ بعدكö شمٔلْ البيتٔ عبثاً حاولتٔ وجٔهٓ البيتö كئيبٓ وعبوسñ في وجٔهي يأبيْ إلاُْ أنٔ يلٔفöظْنيö وأٓذكُöرٓهٓ..۔وأٓفهُöمٓهٓ..يأٔبيْ.. وكأنُكö ما كنتö لهٓ قلبا وكأنُيö لمٔ أسٔلٓكٔ-في العٓمٔرö-له درٔبا وبكيتٓ علي قدميهö طويلاً كي يسمعْني.. حملقْ في وجٔهي محتدُاً ثار عليُ وروُعني وتتابعت الأصواتٓ تعزيني حيناً ثم تعودٓ لتنهرْني... فٓرٔنٓ الخٓبز تأوُْهْ منكمشاً في غرب الدارö يٓكفكفً نيرانْ الحبُö فتغلبهٓ نيرانٓ الحزنö فيسألني: أولمٔ تشٔتقٔ لفطيرٰ كانت تصٔنعٓهٓ لك بالسُٓكُر...! أو لبطاطا ساخنهٰ:صفراءْ۔وبيضاءْ مقدُْمهٰ بأصابعö كفُٰ مرٔتعشٰ من وْهْنö الصحهö والعٓمرٔ.....! أو لصحائفْ من أنواعö السمكö المْطٔهوُö تداعبٓ أنفكْ رائحتٓهٔ..! والذُٓرهö المشٔوي ولذيذö السمكö البلطي ثمُْ انطفأت نارٓ الفرٔنö فقالْ: وكم كانت ناري تحرقٓها كي تٓطٔعöمْكْ الشُْهٔدْ بملٔعقهٰ باطنٓها الحٓبٓ۔وظاهرٓها الصبرٔ... قلتٓ له:واللهö يا فٓرٔنٓ نعمٔ كمٔ أدٔركني وتسلُْقْ أغٔصاني الهمٔ... كمٔ كانت فرٔحتٓها حين ترانا مجتمعينْ۔ ومحتفلينْ بأعيادö الميلاد...ö تشملٓنا الفرٔحهٓ في رمضانْ وفي كلُö الأعياد..ö مٓلتفُöينْ معاً حول طعامٰ صنعتٔهٓ بيدئها كمٔ قبُْل كلُñ منُْا كفُْيهö ما قبُْلْْ منا أحدñ كفُْيها كانت حين تقبُöلٓنيْ أشٔعٓرٓ أنُي شهٔدñ في شفتيها كٓنُا حبُاتٓ المسبحهö وكانت شاهدٓها والخيطٔ أٓمُي كانت عصبٓ البيتٔ .............. ووقفتٓ كثيرًا أتأمُلٓ صوراً وشهاداتٰ فوق الحيطانö معلُقه۔ وشْعرتٓ بهذöي الجدرانö تٓفتُöشٓٓ عن صوتٰ قٓدٔسيُٰ تألفٓهٓ.... وحنينö فؤادٰ ربُْانيُٰ تعرفٓهٓ وملامحْ رغم الحزنö سماويُْهٔ هذöي الجدرانٓ تفتُöشٓ عنٔكö عن رأسٰ حملتٔها۔ عن أيدٰ جمعتٔها ۔ خلطتٔها حصْواتٰ بدöماها حتي صارتٔ صرٔحاً:لحماً۔ودماً هذöي الجدرانٓ انٔهارتٔ ما عادتٔ بيتاً صارتٔ قبراً يطلٓبٓنöي صٓمُْ كثيراً جْرْسٓ البابö وصارْ كسٓولاً هجرتٔهٓ الفرٔحهٓ والرُٓوحٔ ويئنُٓ أنيناً مكٔتٓوماً كأنينö العٓصٔفٓورö المذٔبٓوحٔ أسٔمعٓهٓ لا يسٔمعٓني بٓسٔتانٓكö مْنٔ يرٔعاهٓ.. ¿ ومْنٔ يرٔوöيه...ö¿ ومْنٔ بعٔد رحيلöكö يٓمٔكنٓهٓ أنٔ يسٔكٓنْ فيهö..¿ ذْبٓلْتٔ أشجارٓ الوردö قٓطöعتٔ۔أو كادتٔ أؤ صالٓ الودُö طٓوöيْتٔ صفٔحهٓ أفٔراحي كاملهً للأبدö وانٔفجرتٔ صفحاتٓ الأحزانö وطöأتٔ أيُْامي كالطُٓوفانö أٓقسمٓ حاولتٓ كثيرا يا أٓمي أنٔ أجمعْ أشتاتْ البيتٔ عبثاً حاولتٔ قال:أنا حبُْاتٓ الألٔماسö وماتتٔ مْنٔ كانت تجٔمعٓني... ........................ حادي الأيامö يٓردد: أٓمُöي قالتٔ لöي: يا ولدي۔أنتْ أخي.. أٓمُöي وأبي لمٔ أٓدٔرöكٔ ساعتْها المْعٔني: حيثٓ يكونٓ الحبُٓ يكونٓ القلبٔ وْوْثْقٔتٓ بأنُöي كنتٓ وما زلتٓ صْبöي لمٔ أتعلُْمٔ شئئاً من دٓنٔياي ومن كٓتٓبي وشوارعٓ أيامي مٓظٔلöمهñ يرٔشدٓني عن بٓعٔدٰ ضؤءٓ شٓمٓوعٰ خافتٔ أتحسُسٓ مؤضعْ خٓطٔواتيٰ بعصاهö التجربهö المٓرُْهö أحياناً بعصاهö الفطرهö أحياناً أٓخري... والليلٓ هو الليلٓ كما يٓسعöدٓ عٓشُْاقاً يسٔتٓرٓ ذٓئٔبانًا وثعالبْ بينْ ثنايا خئمتهö السُْؤداءٔ في الخلٔفö بحارٓ خٓواءٔ وأمامي الكٓلُٓ خٓواءٔ لا معنيْ لأöنٔ تبحثْ عنٔ كْتöفٰ۔ أو صدٔرٰ۔أو سْنْدٰ۔من ألفٰ باءٰ۔ أو عْئنٰ مöيمٰ۔ أو كلُö حروفö اللُٓغهö... حتي الياءٔ لا مْئمنهً في الجئشö ولا مئسرهً والقلبٓ تحْيُْرْ كيفْ يصٓدُٓ..¿ وأينْ يصٓدُٓ..¿ وْرöياحٓ الدُٓنٔيا هؤجاءٔ ................... دْجöنْ الليلٓ وحادي الأحٔزانö علي الأؤتارö يٓغْنُöي: لا أذكٓرٓ أنُْ لنا خالاً نحٔسْبٓهٓ خالا قدٔ فارقْ أٓمُي نصٔفْ العٓٓمٔرö ورٓبٔعْ العٓمٔرö يقöلُٓ قليلا قبلْ المؤٔتö بشهٔرٔ جاءْ يٓوْدُْعٓها بجٓنئهاتٰ عْشٔرٔ زادتٔهٓنُْ لأضٔعافö الأضٔعافö وقامتٔ قفزتٔ من فرٔشö المؤتö وقالتٔ: يا أولادٓ..۔أخي جاءْ أخي عادْ وعوُْضني عن فٓرٔقتهö طول العٓمرٔ.. ............... !! خالي رجٓلñ تحٔكٓمٓهٓ امٔرأهñ تأكٓلٓها نارٓ الغöيرهö والحöقٔدö وليسْ لهٓ من بين مخالöبها أيُٓ مفرٔ خالي لا يعدöلٓ حتي خٓلٔخالا.... ...................!! حقُاً أحياناً يسحبٓنا الحٓبُٓ إلي لا شيءٔ يدٔفعٓنا من قاعö النهرö.. إلي قاع البحرö.. إلي قاعö محطٔ.......... "ديكتاتورñ" وعنيدñ أنتْ كثيراً يا مْنٔ تٓدٔعْي بين البسطاءö مجازاً باسمö الحٓبٔ خلُفتْ وراءْكْ أٓمُي في قاعö محيطöكٔ وملأٔتْ جوانبْها بمياهٰ وهواءٰ سامُٰ ظنُْتٔهٓ ساعتْها ريحْ الجنُْهö يدٔنٓو منها كانْ الفجرٓ يدٓقُٓ عليها البابْ قٓبْيلْ أذانْ الفجرö لöتْخٔرٓجْ تسٔعْي....... وحٓقٓولٓ الليلö تٓغطُöيها شبٓوٓرهٓ ظٓلٔمٰ لا يٓمٔكöنٓها التفٔريقٓ لساعاتٰ بينْ الطينö وبينْ المرٔعْي..! كانْ الفجرٓ يدٓقُٓ عليها البابْ قٓبْيلْ أذانْ الفجرö لöتُٓذرفْ من عينيها الدُمٔعهْ تلٔوْ الدُمعهö۔تلٔوْ الدمعهٔ ..................... مازال الحادي في الطُٓرٓقاتö هناك يٓغْنُي: منعوكö رؤٔيهْ أٓمُكö يا أٓمُي حين أتاها المؤتٓ... تقولٓ:دعؤها لأراها۔ وأٓجفُفٓ عينيها۔ ابنهٓ عمري وتظلُٓ الرُٓوحٓ مٓعلُْقهً لöثلاثهö أيامٰ قٓبöضْتٔ بعد لقائكö والدُْمٔعٓ يسيلٓ علي خدُْيها.. حينْ يجيئٓكö أنتö المؤتٓ تٓشöيرينْ إلي ما لا نعٔلْمٓهٓ۔ أو ننٔظٓرٓهٓ قائلهً:أٓمُي..أٓمُي..!! ثٓمُْ وفي غمضهö عئنٰ تمٔضينْ إليها............ لمٔ ينٔصöفٔكö بحقُٰ ساعتْها إلاُْ جدُي.. عاد من المسجدö يحتضنٓ ابٔنْتْهٓ مكلوماً يبكي لا يعرفٓ ما دٓبُöرْ في جنٔحö الليلö وأطلالö الحاراتٔ بينْ شياطينö الإنسö عقاربöها والحيُْات... ماذا في أخرö هذا الليلö الأسودö قٓل يا حادي¿ قال الحادي:.................... بين المسٔجدö والبيتö طريقñ يكٔفيني كي يحملْني جدُي فوقْ الكتöفْينö جدُي"عٓمْرñ" أدٔخلْني المسٔجدْ بين صفوفö الناسö لأبدأْ رحٔلْهْ عٓمٔرöي...لكنٔ هيهاتٔ جدُي"عمر"أخٔرْجْني لعذاباتö الناسö جميعاً إلاُْكö فقطٔ حين طواهٓ الموتٓ ككٓلُö الأمواتٔ. ............. قٓبٔطانٓ سفينöكö جاهلٓ يا أٓمي لا يعرفٓ أسٔرارْ البحرö ولا يٓدٔرöكٓ منها غيرْ هواه.. أبحرٔتي مْعْهٓ وترْكٔتي الشاطئْ والمْرٔسي في مٓنتصْفö البحٔرö تغيُرْ مسٔعاه نفدْ الزُاد..ٓ ولا يكٔفي الباقي منهٓ إلاُْ لöسöواه... فسلاماً يا أٓمُي وعزائي أنُكö في كنفö اللهٔٓ. ىىىىىىىىىىىىىى السيد جلال-القاهره 14من شعبان1428هى 26من أغسطس2007م