يعاودني الحنين إلي بلادي إلي شمس الأصيل علي الوهاد
الي شعر تمنع منذ عام وقدح الموريات من الجياد
إلي تحنان أمي في دعاها وركبي بين مرتحل وغاد
يعاودني الحنين إلي شباب تضوع في الحواضر والبوادي
إلي تلك الأوابد في (جدارا) وحاضره المدائن والبلاد
إلي عمان حيث العيش يحلو ويطفئ بردها ظمأ البعاد
يطيب لي الهوي وأطيب نفسا وانشد راحتي بعد الطراد
يمزقني الفراق بألف سيف وسيف فوق أسياف شداد
إليك بني نصحي واعتقادي وظني بالضمير وبالفؤاد
وهل يا سيف نملك غير عمر لنقضي العمر من واد لواد
فكن يا قره العينين سيفا ولا تأنس مساكنه المهاد
وكن ولدي عطوف القلب سمحا وكن نصرا وعونا للعباد
ودع عنك الصغائر واجتنبها وكن في الحكم موفور الحياد
ولا تنكر علي أحد صنيعا فنكران الصنيع كالاضطهاد
ونكران الجميل نذير شؤم وقطع للوشائج والوداد
ورزقك يا بني إليك أت هو المقسوم من دون ازدياد
وجد للناس معذره لذنب ولا تعجب لطير غير شاد
فكم أعيا هوي الصحراء قلبا وأطرب حاديا من دون حاد
ولا تبخل إذا أعطيت شيئا فحب الناس للشهم الجواد
وحب الناس هدي في ظلام وظلمهم ضلال دون هاد
وبعض الحب ينعش كل قلب وكل الحب يذهب بالسداد
وعلمك لا يزيدك غير مجد وكسبك فيه ضرب من جهاد
وإن أتت المنيه فأرتضيها وقل يا رب رفقك بالمنادي
وقاطع كل خوان جبان فما الجبناء إلا كالأعادي
ومن سمه الجبان مضاء مكر مؤامره بليل ذي سواد
وضعف في المصائب أي ضعف وعند الخير صعب ذو عناد
مراوغه وجهل واعوجاج وفقر في الصلاح وفي الرشاد
مقابله الوفاء بغدر ذئب وحصدٓ مصالحٰ حْصٔدْ الجراد
فبئس الناس من غدروا وخانوا وبؤسا للمريد والمراد
وشر القوم من طعنوا شريفا وجابوا بالوشايه كل ناد
ويبقي الفارس المغوار رمزا ويلقي في المكارم خير زاد
وأمهل كل من ظلموا قليلا فهم ما بين رعب وارتعاد
وبأس الله يغلب كل بأس وحسبك أن تذكُْرْ قوم عاد
