اسمي حمدان
أتحدث معكم عبر قرون التاريخ
بلدي الفسطاط العبربيه
أصنع سجاداً وأزخرفه كعروس
تعرفني كل المدن وتعشق مصنوعاتي
في أثناء الأسفار
أجد الأطفال عرايا يفترشون تراب الأرض
فأحزن أتمني أن يجد الأطفال بيوتاً
تحميهم من حر الشمس
وتقيهم شر الأمطار
لكن ما أفعل ¿
ماذا يمكني أن أفعل ¿
*************
بالأمس جاء إلي السوق الفارس نعمات
كان يرافقه قارع طبل الملك .. وأعلن في الطرقات
أن الملك ينظم في غده أمسيه للقصص وللأشعار
والفائز في هذي الأمسيه سيأخذ ألفي دينار
*************
حان الوقت
ووقفت أمام الباب كثيراْ أنتظر الدور
قال الشعراء الشعر ...
وقص القصاصون حكايات
لما أدخلني الفارس نعمات
قلت : أفسح لي صدرك يا مولاي
كان .. ياما كان
في يوم من أيم الصيف
ذهب " سمار " النجار لقطع الأخشاب من الغابه
فاقترب الفارس منه وقال
أرجو أن تبتعد الأن
فالملك سيأتي بعد ثوان
في موكبه الملكي
وقف " سمارا" خلف الأشجار
يرقب هذا الملك وأصحابه
في ظل الشجره
اغفي الملك قليلا
فتشاجر رجلان
من حاشيه
وصحا الملك سريعاً مفزوعاً
وهو يقول " لا أقدر أن أغفو أبداً
في ظل مكان تصحباني فيه
لا أدري أيكما الملك وأيكما الشيطان ¿
في هذا الوقت
لمح الملك خيال "سمارا" النجار
فأشار إليه
حضر النجار ۔ ووقف شجاعاً بين يديه
قال الملك : لماذا جئت هنا ¿
قال سمارا : إني أسمع عن عدلك
ولذا أحببتك
مثل جميع رعاياك
كان الحلم الشاغل ذهني
أن أبصرك ۔ وأن استمتع بجميل حديثك
ولقد جئت ليعرف مولاي الأن
هذين الرجلين أيهما
الملك وأيهما الشيطان ¿
****************
رسم "سمارا" خطين
أحدهما أكثر طولاً من صاحبه
وتوجه للشخصين
يسأل ويحاور
كيف يصير الخط الأقصر
أطول من صاحبه الأكثر طولاً ¿
قالا في صوت واحد
سمع جزءا من هذا اخط الأكثر طولا
ضحك "سمارا" النجار وقال
فدعاه وشأنه
العاقل من يجعل هذا الخط الأقصر أكثر وطولاً
0حين يضيف
بعض السنتيمترات
وابتسم الملك وقال : أصبحت
إن الإنسان
لا يقدر أن يصبح شيئاً في هذي الدنيا
إلا لو قدر يضيف
بعض اللبنات ويسعي للخير
لا تمح الشخص الأخربل حاول أن تتفوق
وتضيف إلي ما يفعله الأخر ¿
فرح الملك وقال إنك رجل عاقل
أنت من الأن " وزيري "
******************
سر الملك من القصه
أعطاني ألفي دينار
شكراً لله
فسأبني ملجأ أيتام
لن تجد الأطفال عرايا بعد اليوم
هاأنذا أقدر أن أفعل شيئاً
من أجل قلوب تتعذب ۔ ونفوس
في وقت فراغي
ستراني أصنع سجاداً
وأزخرفه كعروس
***************