من ديوان
عاشق حزين
للشاعر
عبد الملك
كنت يوما ... شخصا يحسده الجميع ..
كنت... بسمه في العيون
كنت حلما جميلا...
كنت... مثالا يضربه الجميع
..
..
في لحظات.. بدأ القدر يواجهني...
وقررت المواجهه,, أنا المسكين
ومن يجرؤ أن يتحدي الأقدار.!!!!..
لقد سحقتني لم تترك لي فسحه للفرح
ولا أي بريق في العينين
لقد وضعت كل أمالي في مطحنه الحياه وأتلفتها...
وسكبت فوقها دمعي ودمي... داست عليهم برجلها
لتصنع من هذا المزيج حناء تتحني بها
هكذا تعاملني الحياه .....
اذا ارادت الحناء,,, اخذتها من دمي..
ان ارادت ان تمشط شعرها ..كسرت أضلعي..لتصنع مشطا
لا ادري لماذا .!.!.!¿¿¿
ولتنكل بي بشكل كامل ..
ابعدتني عن اهلي وبلادي...
لقد استطاعت الاقدار ان تفوز علي بنتيجه عشره الاف- صفر لصالحها
وانا لا ازال افكر بالهجوم... والوقت لا يسمح للهجوم ..
... حتي ان الحكم نصحني ببطاقه حمراء تريحني من عناء المحاوله
...
الحياه معلمه قاسيه .. نظاراتها كبيره ..
وتحمل عصا كبييييره . ومؤلمه
تعرف تماما ما افعل وما اريد ان افعل ..
وتحبطه جميعا.. بطريقه ذكيه وفنيه ...
لو تعرفون قصه حياتي...
لاطلقتم علي الرصاص
وقلتم .. يكفيه عذابا . هذه رصاصه الرحمه
.....
لعمري كأن الحياه منحتني السعاده في البدايه ..
وكنت ذلك الناجح
فقط لأعرف معني أن تخسر كل ما تملك
فالعاجز منذ ولادته . ..
يتأقلم مع عجزه أكثر بكثير ممن فقد ساقيه في شبابه
وأنا فقدت كل أطراف حياتي ...
فبعد أن كنت الملك .. صرت الخادم الذليل
وبعد أن كنت الفارس ..
لم اعد أكثر من حصان الفارس .... اذا اقتربت من ساحات الفرسان
.....
كنت قمه الجبل .. تزلزلت حتي تقهقرت إلي أسفل الوادي
والحب لدي الجميع سعاده .... إلا عندي...
علمتني معلمتي القاسيه ..
انني مهما سعيت ومهما فعلت ..
فلا يجب ان اتوقع النجاح
...............................................
جعلتني اتمني ممن احب ان يبتعدوا عني....
لانني لا اريد ان تنالهم بعض سخائم جحيمي
علمتني... أن القبر. هو أجمل مكان
.. وأفضل مكان ..
حيث تجلس وحيدا
في لباسك الأبيض
ينساك الناس وتنسي الناس... وعذابات الناس . وخداع الناس
و هناك تنال جزاء جيدا لطيبه قلبك ..
وحسن تعاملك مع الناس .. الذين خدعوك وظلموك
هناك ... الحبيبه تحبني أكثر,, وأحس بدموعها واهتمامها أكثر
هناك . .. تعيش مع... أعشاب المقابر البسيطه,, التي لا تكذب
والديدان التي تقول لي بصراحه..
نحن جائعون ونريد أن نأكل هل يمكن أن نأخذ قطعه من شفتيك
وشيئا من عينيك ¿!!
طبعا لا أقول شيئا ... ويعلمون أن السكوت علامه الرضي..
فيأكلون ...هنيئا مريئا ...
هذا خير ممن يدعي انه في صفي وانه ظهيري ..
ثم ينهشني من شرايين رقبتي كثعبان احترف القتل .!!.
عندما اسكن في القبر..
لا احد يلاحقني بفواتير الكهرباء
ولا الهاتف ...
ولا احد يقول لي . لماذا لم تتزوج ..
متناسيا الجحيم الذي أعيش فيه
وكأنه لا يعلم أن هذا السؤال يقتلني أكثر من فقري...
...
في هذا الزمان .. أصبح القبر.. حلم الكثيرين
.. البعض منهم رحل إليه بغباء... وقتل نفسه
لكن نحن مأمورون بالصمود... نواجه حتي أخر قطره دم...
وها أنا ذا اكتب هنا ... أخر نقاط دمي....
|